بحث :
خاص بالملتحقين وخدام مدرسة الشمامسة ويتيح لهم خدمات أخرى
الكود:
كلمة السر:
هل نسيت كلمة السر؟
البث المباشر والراديو
بث مباشر بث مباشر
صوت فيديو
مختارات من الموقع
صفحتنا على الفيس بوك
استحالة تحريف الكتاب المقدس
الكتاب المقدس هو مجموع الكتب الموحى بها من الله(2بط 1: 21) والمتعلقة بذات الله وخليقته وقصة الإنسان ومعاملات الله معه، ففيه سجل تاريخى يوضح كيف خلق الله الإنسان.. وكيف سقط الإنسان ثم وعد الله له بالفداء.... وكيف أتم الله فداءه العجيب فى شخص ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، إنه كتاب فريد فى كماله وتكوينه... إنه يحدثنا عن كيفية خلقه العالم وتكوينه كما يخبرنا عن سائر المخلوقات الأخرى والملائكة الأبرار والأشرار 000 الخ   .
أسماء الكتاب المقدس 
1. الكتاب: كلمة الكتاب ( بإستخدام أل التعريف ) هي إسم الكتب الموحى بها من الله، وكلمة الكتاب في اللغة العربية يعادلها Bible في اللغة الإنجليزية، والكلمة مشتقة أصلاً من الكلمة اليونانية "بِبْلِيا" بصيغة الجمع ومفردها "ببليون" أي كتاب، وكلمة "ببليون" هي صيغة التَّصغير لكلمة "بيبلوس"، أي كتاب أو مجلد أو مخطوط. وأصل الكلمة مشتق من ورق البردى Papyrus، حيث تم استخدام ورق البردى كأول نوع ورق للكتابة، بعد استخدام جلود الحيوانات. وجمعت هذه الأوراق معاً بشكل كتاب. وتطلق كلمة "ببليا" على كل الكتابات المقدسة الموحى بها من الله، ولذلك يسمى الكتاب المقدس، أو Bible.
2. الكتابات أو الكتب أو الكتاب المقدس: يطلق أيضا على الكتابات الموحى بها من الله اسم "جرافي" في اللغة اليونانية التي وردت خمسين مرة في الكتاب المقدس، وهذه الكلمة مترجمة إلى اللغة الإنجليزية بلفظة Scriptures وفي اللغة العربية تعني: كتابات، أو الأشياء المكتوبة، أو أدب. والترجمة المعروفة للكلمة هي الكتب أو الكتاب المقدس.
إن لفظة الجمع "ببليا" تؤكد حقيقة أن الكتاب المقدس هو مجموع من الكتب. وإطلاق لفظة الكتاب بصيغة المفرد على هذه الكتابات، هو إشارة إلى حقيقة وحدانية الروح والرسالة والغرض لهذه الكتابات. ووضع "أل" التعريف أمام كلمة كتاب جاء ليدل على كون الكتاب المقدس فريداً من جميع النواحي والوجوه والرسالة. 
3. العهد القديم والعهد الجديد: يسمى العهد القديم في اللغة العبرية "تناخ"، وكلمة عهد هي "بريت" وتعني عقداً أو اتفاقاً بين الله والناس بإرسال المسيا ليفدي الجنس البشري. أما العهد الجديد فيشير إلى العهد الذي قطعه المسيح مع الكنيسة بسفك دمه على الصليب لإتمام الخلاص.
4. الإنجيل: وردت كلمة إنجيل 76 مرة في العهد الجديد، والكلمة يونانية الأصل، وقد نقلت حرفياً إلى اللغة العربية وتعني الأخبار السارة أو البشارة المفرحة أو الكلمة أو الأفراح.
كلمة الإنجيل في اليونانية "إوانجيلون" مشتقة من الفعل "إوانجلدزو" وتعني: يعظُ أو يبشر أو يخبر أو يُحْضِرُ أخباراً سارة أو يكرز...الخ، ومن هذا الفعل اشتق اسم الفاعل "أوانجلستيس" أي مبشر.
لنلاحظ هنا أن كلمة إنجيل تعني الخبر أو البشارة، ولا تعني كتاباً أبداً. وملخص هذا الخبر هو أن الله محبة، وقد ظهرت محبة الله للعالم في المسيح الذي تجسد وجاء إلى عالمنا واختار طوعاً أن يموت على الصليب حتى يفدي العالم من الخطايا، وليعطي الخلاص والحياة الأبدية لكل من يؤمن به. أي أن هذا الخبر المفرح يتجسد في رسالة وعطية الله الخلاصية من خلال عمل المسيح الكفاري على الصليب. والكنيسة المسيحية مدعوة إلى التبشير بهذا الخبر المفرح، أي بالإنجيل للخليقة كلها. قال الرب يسوع المسيح له المجد:" اذهبوا إلى العالم أًجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" (مرقس 15:16).
وهذا الخبر أو الإنجيل أصبح أساس رجاء الكنيسة المسيحية، وقد أوحى الله بروحه القدوس إلى أربعة من رسل وتلاميذ المسيح ليدونوا هذا الخبر المفرح حتى يكون مصدر المعرفة والصلاة للمؤمنين على مر الأجيال، وهكذا كُتِبَ الإنجيل في أربعة أقسام أو أجزاء، والكُتّاب الأربعة هم متى ومرقس ولوقا ويوحنا، وقد استخدم الله هؤلاء الرجال القديسين ليكتبوا سيرة المسيح وتعاليمه بصورٍ مختلفة تكمل بعضها البعض، لذلك وكي يحصل الإنسان على صورة كاملة عن سيرة المسيح وتعاليمه وموته الكفاري على الصليب فإنه يجب عليه أن يقرأ الإنجيل بأقسامه الأربعة. 
في الترجمة العربية المتداولة نقرأ: إنجيل متى، وإنجيل مرقس، وإنجيل يوحنا، وإنجيل لوقا، وهذا ما يؤدي كثيراً إلي سوء فهم كبير، فيظن القارئ أنه يوجد أربعة أناجيل، علماً أن كلمة إنجيل لم ترد بصيغة الجمع مطلقاً في الكتاب المقدس، وتم تدارك هذا الخطأ في النسخة الجديدة لطبعة الكتاب المقدس الصادرة عن مؤسسة نداء الرجاء، حيث تمت الترجمة كما يلي: إنجيل المسيح حسب البشير متى، أو مرقس، أو لوقا، أو ويوحنا، وهذا يطابق الأصل اليوناني الذي يستخدم كلمة "كاتا" اليونانية والتي تعني "بحسب".
ورغم أن الإنجيل يشكل فقط القسم الأول من العهد الجديد، فإن الاسم يطلق على كل الكتاب المقدس من باب تسمية الكل باسم الجزء، وأيضاً لأن كلمة إنجيل أو بشارة سارّة تعبر بصدق عن حقيقة الكتاب المقدس.
لغات الكتاب المقدس:- كتب معظم العهد القديم باللغة العبرانية، وهي اللغة التي تكلم بها بنو إسرائيل قبل السبي إلى بابل سنة 586 ق.م. وتوجد أجزاء قليلة جداً مكتوبة باللغة الآرامية مثل عزرا 8:4 ؛ 18:7، 12:7؛26، وإرميا 11:10، ودانيال 4:2 ؛ 28:7.
أما العهد الجديد فقد كتب باللغة اليونانية التي كانت لغة الحضارة والفلسفة والعلم في أيام المسيح، حيث انتشرت الحضارة الهلنستية في كل العالم القديم.
كتابة وجمع الكتاب المقدس:- اختار الله عدداً كبيراً من الأنبياء والرسل وأوحى إليهم أن يكتبوا كلامه وإعلاناته ووعوده للبشرية في مدة تبلغ حوالي 1600سنة، أي أن الفترة الزمنية التي تفصل بين كتابة سفر التكوين، الذي هو أول أسفار العهد القديم، وكتابة سفر الرؤيا، الذي هو آخر أسفار العهد الجديد، هذه الفترة تمتد على مدى خمسة عشر قرناً، أي منذ أيام كليم الله موسى الذي عاش في القرن الخامس عشر قبل الميلاد إلى أيام الرسول يوحنا الذي عاش حتى نهاية القرن الميلادي الأول.
وبالرغم من طول هذه الفترة الزمنية، والظروف التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية المختلفة التي مرَّ بها العالم خلال هذه الفترة الزمنية الطويلة، فإن الله القدير حفظ كتابه المقدس كما سبق ووعد على ألسنة أنبيائه القديسين.
ومنذ أن سُطر أول سفرٍ في الكتاب، حرص الشعب اليهودي قديماً، ثم الكنيسة في العهد الجديد، على توفير نسخٍ كافية منه في كل هيكل ومجمع "كنيس" وكنيسة وتجمع وبيت من بيوت المؤمنين. ولذلك يوجد لدينا اليوم آلاف المخطوطات القديمة من الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد.
وتعتبر مخطوطة قمران التي يرجع تاريخها إلى القرن الثاني قبل الميلاد من أقدم المخطوطات التي عثر عليها حتى الآن للعهد القديم، أما أقدم نسخة من العهد الجديد، فهي أجزاء من الإنجيل بحسب البشير يوحنا التي يعود تاريخها إلى بداية القرن الميلادي الثاني ( حوالي سنة 110-سنة 115م ) وقد اكتشفت في نجع حمادي في مصر.
المواد المستخدمة فى تجهيز الكتاب المقدس  :
(1)  مواد الكتابة  : 
أ- ورق البردى : وهو ورق مصنوع من نباتات البردى التى كانت توجد فى المياه المصرية. ونظراً لأن السفن الكبيرة المحملة بالبردى كانت تصل ميناء بيبلوس السورى فقد جاءت الكلمة اليونانية (بيبلوس) بمعنى كتب والكلمة الانجليزية Paper بمعنى ورقة من الكلمة اليونانية التى تعنى البردى، واستمر استعمال ورق البردى حتى القرن الثالث بعد الميلاد .
طريقة صنع ورق البردى :  تؤخذ سيور صغيرة بالطول من نبات البردى - تدق ثم تلصق كل طبقتين منهما على بعضهما. الطول على العرض. توضع فى الشمس لتجف - يتم تنعيم سطحها بحجر . 
أقدم مخطوطات البردى : يرجع تاريخها إلى 2400 ق. م، ولا يمكن لمخطوطات الكتاب المقدس المصنوعة من ورق البردى أن تستمر طويلاً إلا إذا كانت محفوظة فى أماكن خاصة، كصحارى مصر أو كهوف وادى قمران، حيث اكتشفت مخطوطات البحر الميت.  
ب- الرقوق : وهى من جلود الماعز والأغنام والغزلان والحيوانات الأخرى بعد نزع الشعر منها ومسحها لتصير مادة كتابية ويجئ اسم الرقوق فى اللاتينية من مدينة برغامس فى آسيا الصغرى حيث اشتهرت بعملها . 
جـ- الـرق :  وهو اسم جلد الفحل الذى كانوا يصبغونه باللون الأرجوانى ويكتب عليه باللون الفضى أو الذهبى وتوجد مخطوطات قديمة منه ترجع إلى 1500 ق. م   . 
د- الفخار والاحجار :  وقد كثر وجوده فى مصر وفلسطين. وقد ترجمت الكلمة فى الكتاب المقدس (شقفة) (أى 2: 8) وكانوا يكتبون على الأحجار بأقلام من حديد . 
هـ- اللوحات الطينية :  وكان يكتب عليها بأدوات حادة ثم يجففونها لتكون وثيقة (إرميا 17: 13، حزقيال 4: 1) وهذه أرخص وسيلة وأبقى الوسائل عمراً . 
و- لوحات من الشمع : وكانوا يكتبون عليها بأقلام من الخشب المغطى بالشمع.
 (2) أدوات الكتابة : 
أ-    قلم حديدى للحفر على الحجر . 
ب-   قلم معدنى مثلث الجوانب مسطح الرأس للكتابة على لوحات الطين أو الشمع
جـ- قلم مصنوع من الغاب وطوله من 16-19 بوصة له سن مسنون وقد استعمله أهل ما 
       بين النهرين . 
د-   الريشة وقد استعملها اليونانيون فى القرن الثالث (إرميا 8:8) . 
هـ- الحبر وكان يصنع من الفحم - الصمغ – الماء . 
أشكال الكتب القديمة  : 
أ- الدرج : وكان يصنع بلصق صفحات من ورق البردى ببعضها. ثم طيّها على خشبة أو عصا وكانت الكتابة تتم على جانب واحد من الورق وأحيانا من الجانبين (رو5: 1)وأطوال الأدراج كانت تختلف فقد وجد درج طوله 144 قدماً ولكن متوسط الطول كان من20-34قدماً وظل الكُتاب يكتبون على الدرج حتى القرن الثالث
ب- الكتاب: وكان لتسهيل القراءة حيث كانوا يضعون أوراق البردى على بعضها ويكتبون عليها من الجهتين وكانت المسيحية هى الدافع الأساسى لتطوير شكل الكتاب إلى الشكل الذى نعرفه اليوم. 
أنواع الكتابة : 
(1) الكتابة المنفصلة : وتتم بحروف كبيرة منفصلة عن بعضها. ومن هذا النوع المخطوطة الفاتيكانية، السينائية .
(2) الكتابة المشبكة : وتتم بحروف صغيرة مترابطة، وقد بدأ استعمالها فى القرن التاسع الميلادى . 
يتكون الكتاب المقدس 
+ يتكون الكتاب المقدس من عهدين (العهد القديم، والعهد الجديد) .
أولا :  العهد  القديم
يتكون من 64 سفراً يرجع تاريخها إلى 3500 سنة مضت.. وهى موضحة كالتالى حسب نوعية السفر . 
(أ) أسفار التوراة : عددها (5) وتشمل التكوين - الخروج - اللاويين - العدد – التثنية . 
(ب) أسفار تاريخية : عددها (16) وتشمل يشوع - القضاة - راعوث - صوئيل الأول والثانى - ملوك الأول والثانى - أخبار الأيام الأول والثانى - عزرا - نحميا - أستير - طوبيا - يهوديت - مكابين الأول  ومكابين الثانى . 
(جـ) أسفار شعرية : عددها (7) وتشمل - أيوب - المزامير - الأمثال - الجامعة - نشيد الانشاد - حكمة سليمان - حكمة يشوع بن سيراخ . 
(د) أسفار نبوية : عددها (18) مقسمة إلى قسمين : 
1- الأنبياء الكبار: وعددها (5) وتشمل : إشعيا - إرميا - مراثى إرميا - حزقيال – دانيال .
2- الأنبياء الصغار : عددها (13) وتشمل : هوشع - يوئيل - عاموس - عوبديا - يونان - ميخا - ناحوم - حبقوق - صفنيا - حجى - زكريا - ملاخى – باروخ .
لاحظ : ان يوجد تقسيم اخر اتبعة بعض طوائف البروتستانت  
 الأســـفار القانونية الاولى : 
وهى  (أ) أسفار التوراة : عددها (5) وتشمل التكوين - الخروج - اللاويين - العدد – التثنية . 
(ب) أسفار تاريخية : عددها (16) وتشمل يشوع - القضاة - راعوث - صوئيل الأول والثانى - ملوك الأول والثانى - أخبار الأيام الأول والثانى - عزرا - نحميا - أستير بدون التتمة-  
(جـ) أسفار شعرية : عددها (7) وتشمل - أيوب - المزامير - الأمثال - الجامعة - نشيد الانشاد . 
(د) أسفار نبوية : عددها (18) مقسمة إلى قسمين : 
1- الأنبياء الكبار: وعددها (5) وتشمل : إشعيا - إرميا - مراثى إرميا - حزقيال – دانيال بدون التتمة .
2- الأنبياء الصغار : عددها (13) وتشمل : هوشع - يوئيل - عاموس - عوبديا - يونان - ميخا - ناحوم - حبقوق - صفنيا - حجى - زكريا – ملاخى .
الأســـفار القانونية الثانية :  اسفار لا يعترف بها البروتستانت لكنها  أسفار صحيحة و تعترف بها  الكنيستان الأرثوذكسية والكاثوليكية. وقد جمعت بعد موت عزرا الكاهن، وقد اعترفت الكنائس المسيحية التقليدية بقانونيتها على مر العصور. وأطلق عليها البروتستانت الابوكريفا (المنحوله  (Apocrypha)وهى ثابتة فى الترجمات القديمة باللغات القبطية واليونانية واللاتينية. وحالياً أضافها البروتستنات إلى الطبعات الحديثة  (Bible Oxf. Camp., 1970)  وقد استخدمتها الكنائس التقليدية كالكنيسة القبطية واليونانية فى صلواتها وقد أمدت الاكتشافات الحديثة العلماء بشهادات جديدة عن قانونية هذه الأسفار حيث توجد رقوق عبرية كانت فى مجمع اليعازر اليهودى فى مصر بها كتابات من حكمة يشوع بن سيراخ كما اكتشف بين مخطوطات قمران مخطوطات عبرية وأرامية لسفر طوبيا وهذه الأسفار هى طوبيا-يهوديت-حكمة سليمان-حكمة يشوع بن سيراخ - باروخ (باروك) - المكابين الاول - المكابين الثانى .
و بيان هذه  الاسفار : 
1- سفر طوبيا : و يضم 14 اصحاحا و مكانة بعد سفر نحميا .
2- سفر يهوديت : و يضم 16 اصحاحا و مكانة بعد سفر طوبيا .
3- تتمة سفر أستير : و هو يكمل سفر أستير الموجود فى طبعة دار الكتاب المقدس و يضم الاصحاحات من 10-16 .
4- سفر الحكمة لسليمان الملك و يضم 19 اصحاحا و مكانة بعد سفر نشيد الأنشاد .
5- سفر يشوع بن سيراخ و يضم 51 اصحاحا و يقع بعد سفر الحكمة .
6- سفر نبوة باروخ و يضم ستة اصحاحات و مكانة بعد سفر مراثى أرميا .
7- تتمة سفر دانيال و هو مكمل سفر دانيال طبعة الكتاب المقدس و يشمل بقية اصحاح 3 كما يضم اصحاحين اخرين هما 13 و 14 .
8- سفر المكابين الأول و يضم 16 اصحاحا و مكانة بعد سفر ملاخى .
9- سفر المكابين الثانى و يضم 15 اصحاحا و مكانة بعد سفرالمكابين الأول .
لماذا حذف البروتستانت هذة الأسفار ؟
الاسباب التى من اجلها لم يعترف البروتستانت بهذة الاسفار هى :
1- يقول البروتستانت أن هذة الاسفار لم تدخل ضمن اسفار العهد القديم التى جمعها عزرا الكاهن لما جمع أسفار التوراة سنة 534 ق . م . 
الرد : لم تدخل ضمن اسفار العهد القديم التى جمعها عزرا الكاهن لانه تعثر العثور عليها أيام عزرا الكاهن بسبب تشتت اليهود بين الممالك كما أن البعض الاخر منها كتب بعد زمن عزرا الكاهن .
2- يقولون انها لم ترد ضمن قائمة الاسفار القانونية للتوراة التى اوردها  يوسيفوس المؤرخ اليهودى فى كتابة .
الرد : ان يوسيفوس نفسة بعد ان سرد الاسفار التى جمعها عزرا الكاهن كتب قائلا ( إن الاسفار التى وضعت بعد ايام ارتحشستا الملك كانت لها مكانتها عند اليهود غير انها لم تكن عندهم مؤيدة بالنص تأييد الاسفار القانونية لأنة تعقب الكتبة الملهمين لذلك لم تعتبر عندهم فى تمام التحقيق )  .
3- يقولون ان لفظة ( أبوكريفا ) التى اطلقت على هذة الاسفار و عى تعنى الاسفار المدسوسة و المشكوك فيها كان اول من استعملها هو ( ماليتون) اسقف مدينة سادرس فى القرن الثانى الميلادى . و اذا فالشك فى هذة الاسفار قديم .
الرد : ان كتب الأبوكريفا هى كتب محرفة اخرى لفها اليهود و الهراطقة و قد رفضها المسيحين الاوائل بالاجماع .
4- يقولون أن بعض الآباء اللاهوتيين القدامى و المشهود لهم و خصوا منهم أوريجانوس و إيرونيموس لم يضمنوا هذه الأسفار فى قوائم الأسفار القانونية للعهد القديم ، بل أن إيرونيموس الذى كتب مقدمات لأغلب أسفار التوراة وضع هذه الأسفار المحذوفة فى مكان خاص بها بإعتبارها مدسوسة و مشكوك فى صحتها .
الرد : إن كان بعض اللاهوتيين أغفلوا قانونية هذه الأسفار أول الأمر .. إلا أنهم و منهم أوريجانوس و إيرونيموس عادوا و أقروا هذه الأسفار و إستشهدوا بها ، كما نضيف أيضاً أنه و إن البعض القليل لم يورد هذه الأسفار ضمن قائمة الأسفار الخاصة بالتوراة إعتماداً على كلام يوسيفوس المؤرخ اليهودى أو إستناداً لآراء بعض اليهود الأفراد الذين كان مذهبهم حذف أجزاء الكتاب التى تقرعهم بالملائمة بسبب مخازيهم و تعدياتهم ، إلا أن الكثيرين من مشاهير آباء الكنيسة غير من ذكرنا إعترفوا بقانونية هذه الأسفار و أثبتوا صحتها و إستشهدوا بما ورد فيها من آيات ، و من أمثلة هؤلاء إكليمندس الرومانى و بوليكاربوس من آباء الجيل الأول ، و إيريناوس من آباء الجيل الثانى ، و إكليمندس الإسكندرى و ديوناسيوس الإسكندرى و أوريجانوس و كبريانوس و ترتوليانوس و أمبروسيوس و باسيليوس و إيلاريوس و يوحنا فم الذهب و إيرونيموس و أوغسطينوس من آباء الجيل الرابع ، و غير هؤلاء أيضاً مثل كيرلس الأورشليمى و إغريغوريوس النزينيزى و النيصى و أوسابيوس القيصرى ، و كل هؤلاء نظموا هذه الأسفار ضمن الأسفار القانونية للكتاب و إستشهدوا بها فى كتبهم و رسائلهم و تفاسيرهم و شروحاتهم و خطبهم و ردودهم على المهرطقين و المبتدعين ، و قد وردت شهادات هؤلاء الآباء عن الأسفار المحذوفة و باقى أسفار الكتاب المقدس فى الكتاب المشهور ( اللاهوت العقيدى ) تأليف (فياست) .
5- يقول البروتسانت أن اليهود لم يعترفوا بهذه الأسفار خصوصاً و أنها فى الغالب كتبت فى وقت متأخر بعد عزرا فضلاً عن أن هناك أمور تحمل على الظن أن هذه الأسفار كتبت أساساً باللغة اليونانية التى لم يكن يعرفها اليهود .
الرد : اليهود و إن كانوا قد إعتبروا هذه الأسفار أولاً فى منزلة أقل من باقى أسفار التوراة بسبب أن تعاقب الكتبة الملهمين لم يكن عندهم فى تمام التحقيق ، إلا أنهم بعد ذلك إعتبروا هذه الأسفار فى منزلة واحدة مع باقى الأسفار ، كما أن الظن بأن هذه الأسفار غالباً كتبت أصلاً باللغة اليونانية ، يلغيه أن الترجمة السبعينية التى ترجمت بموجبها جميع أسفار التوراة من اللغة العبرية إلى اللغة اليونانية ، و كانت ترجمتها فى الإسكندرية فى عهد الملك بطليموس الثانى فيلاديلفوس سنة 285 ق.م لفائدة اليهود المصريين الذين كانوا لا يعرفون العبرية بل اليونانية ... هذه الترجمة لأسفار التوراة تضمنت الأسفار المحذوفة دليلاً على أنها من الأسفار المعتمدة من اليهود و دليلاً على أنها لم تكتب أصلاً باليونانية ، هذا بالإضافة إلى أن النسخ الأثرية القديمة المخطوطة الأخرى من التوراة و هى النسخ السينائية و الفاتيكانية و الإسكندرية و كذلك النسخة المترجمة للقبطية التى تعتبر أقدم الترجمات بعد السبعينية و كذا الترجمات القديمة العبرية و من بينها ترجمات سيماك و أكويلا و تاودوسيون و الترجمة اللاتينية و الترجمة الحبشية، تضمنت جميعها الأسفار المحذوفة ، و معظمها مخطوطات مازالت محفوظة حتى الآن فى مكتبات لندن و باريس و روما و بطرسبرج و الفاتيكان .      
+ يختلف عدد أسفار العهد القديم بين اليهود والمسيحيين نتيجة إدماج اليهود لبعض الأسفار مع بعضها - دون المساس بها أو إحداث أي تغيير أو تبديل أو نقص أو زياده أى حرف من الحروف - فهم يدمجون أسفار الأنبياء الثلاثة عشر ويعتبرونها سفراً واحداً... ويدمجون سفرى الملوك الاول والملوك الثانى معاً وكذلك سفرى أخبار الأيام الأول والثانى وسفرى صموئيل الأول والثانى، وسفرى نحميا وعزرا حيث يسميان بعزرا... والجدول الموجود فيما بعد يوضح الفارق بين عدد الأسفار لدى كل من اليهود والمسيحيي  : 

الأسفار عددها لدي المسيحيين
التكوين-الخروج-اللاويين-العدد-التثنية .  5 
يشوع-القضاة - راعوث .   3
صموئيل الأول- صموئيل ثاني .  2
الملوك الأول – الملوك الثاني .    2
أخبار الأيام الأول – أخبار الأيام الثاني .    2
الملوك الأول – الملوك الثاني .              2
أخبار الأيام الأول – أخبار الأيام الثاني .       2
عزرا – نحميا .                              2
استير-أيوب-المزامير-الأمثال-الجامعة-نشيد الإنشاد.         6
إشعياء – إرميا - مراثى إرميا – حزقيال – دانيال .           5
هوشع – يوئيل – عاموس – عوبديا – يونان – ميخا –ناحوم–حبقوق – صفنيا – حجي – زكريا – ملاخي .               12
طوبيا – يهوديت – حكمة سليمان – حكمة يشوع ابن سيراخ – باروخ – مكابين الأول – مكابين الثاني .                    7
إجمالي عدد الأسفار .                   46

الأسفار عددها لدي اليهود
التكوين-الخروج-اللاويين-العدد-التثنية .  5 
يشوع-القضاة - راعوث .   3
صموئيل الأول- صموئيل ثاني .  1
الملوك الأول – الملوك الثاني .    1
أخبار الأيام الأول – أخبار الأيام الثاني .    1
الملوك الأول – الملوك الثاني .              1
أخبار الأيام الأول – أخبار الأيام الثاني .       1
عزرا – نحميا .                              1
استير-أيوب-المزامير-الأمثال-الجامعة-نشيد الإنشاد.         6
إشعياء – إرميا - مراثى إرميا – حزقيال – دانيال .           5
هوشع – يوئيل – عاموس – عوبديا – يونان – ميخا –ناحوم–حبقوق – صفنيا – حجي – زكريا – ملاخي .               1
طوبيا – يهوديت – حكمة سليمان – حكمة يشوع ابن سيراخ – باروخ – مكابين الأول – مكابين الثاني .                    7
إجمالي عدد الأسفار .                   31

ترتيب الأسفار وتقسيمها : 
+ لم يكن فن الطباعة معروفاً عند اليهود، فكانوا يكتبون كل سفر فى درج خاص لتعذر كتابتها جميعاً فى درج واحد، ولكن مما لا جدال فيه أن سفر التكوين هو أول الأسفار (تاريخياً) وأن سفر ملاخى والأسفار السبعة القانونية الثانية  هى آخرها. أما ترتيب الأسفار الباقية فهو مأخوذ عن التقليد اليهودى .
+ كانت الأسفار تكتب متصلة العبارات باستثناء سفر المزامير الذى فصلت آياته منذ القدم كمقطوعات شعرية للإنشاد والتسبيح وقد قسم اليهود الناموس إلى 54 فصلاً حسب عدد أيام السبوت فى السنة اليهودية الكبيسة، ولكنهم لم يقسموا الأسفار النبوية أقساماً مضبوطة على الرغم من أنها كانت تقرأ مع الناموس كل سبت . 
+ فى عهد عزرا على الأرجح قسمت أسفار موسى إلى 669 جزءاً. وفى القرن الثالث بعد الميلاد إعتنى عمونيوس الشماس الاسكندرى بتقسيم الأناجيل الأربعة إلى أجزاء معينة: فكان الإنجيل للقديس متى 355 جزءاً، وللقديس مرقس 235 جزءاً، وللقديس لوقا 342 جزءاً، وللقديس يوحنا 232 جزءاً، وفى سنة 800 قسمت الأسفار تقسيماً آخر فكان بالتكوين مثلاً 82 فصلاً وفى الخروج 139 فصلاً وفى العدد 47 وفى التثنية 35،... وفى الإنجيل للقديس متى 81، وللقديس مرقس 46، وللقديس لوقا 73، وللقديس يوحنا 35، والأعمال 74،... وفى الرؤيا 22 .
+ ويرجع الفضل فى تقسيم الكتاب المقدس إلى أصحاحات، كما هو الحال الآن، إلى الكاردينال هوجو فى سنة 1040 م.  وفى تقسيم أصحاحات العهد القديم إلى آيات إلى الراهب بنجينوس سنة 1527 ميلادية وفى تقسيم أصحاحات العهد الجديد إلى آيات إلى الأستاذ روبرت استيفن الفرنسى الأصل سنة 1545 .
كيف وصلنا العهد القديم :
+ استودع موسى التوراة إلى يشوع (خر 14:17) وهذا سلمها إلى شيوخ بنى إسرائيل ومنهم إلى الأنبياء... ومن الأنبياء إلى مجمع السنهدريم الذى أسسه عزرا الكاهن وكان الله يضيف إلى كتابه سفرا بعد سفر حتى تم اكتمال العهد القديم .
+ وكانت أسفار موسى النبى والأسفار التى كتبها الأنبياء بعد ذلك فى يد جميع الأنبياء بدءاً من يشوع بن نون وحتى عزرا الكاتب (444 ق.م) فقد كانت أسفار موسى ويشوع مع القضاة (3: 4) ومع صموئيل(1صم12 :6)وداود وابنه سليمان(1مل2: 3)وإشعياء(63: 11-12) وإرميا(15: 1) وميخا (6: 4) ودانيال(9: 11) وملاخي (4:4) وغيرهم من الأنبياء. ويبين زكريا النبى سنة (518 ق.م) أن جميع أسفار الأنبياء السابقين له كانت معه ومع الشعب. "الشريعة والكلام الذى أرسله رب الجنود بروحه عن يد الأنبياء الأولين" (زك7: 12) .
وكان جميع الأنبياء بالإضافة إلى اطلاعهم واحتفاظهم بكتب بعضهم البعض، يكملون بعضهم البعض لأن الروح الذى كان يتكلم بواسطتهم هو روح واحد، الروح القدس، فقد اشترك كل من إشعياء النبى وميخا الذى عاش معه فى نفس الزمن فى نبوة واحدة عن السيد المسيح بنفس الكلمات تقريباً (إش2:2-4 ، ميخا4: 1-4) وختم يشوع سفر التثنية وبدأ سفره كاستمرار له (تث33 :34) وأنهى كل من سفر الملوك الثانى وسفر إرميا بنهاية واحدة بنفس الكلمات (2مل25: 27-30 مع إر 52: 31-34) .
ويبدأ سفر عزرا بنفس موضوع وكلمات خاتمة سفر أخبار الأيام الثانى (عز1:1-4 مع 2أخ36: 22-23) ويشهد سفر الملوك لأمثال سليمان الحكيم (1مل4: 30-32) ويقتبس سفر الملوك الثانى أربعة فصول من سفر إشعياء (2مل18: 13-20) مع (إش36 :39) .
وكانت جميع أسفار موسى والأنبياء والمزامير مع المسبيين فى بابل (607 ق.م - 537 ق.م) فقد كانوا مجتمعين فى منطقة تل أبيب على نهر خابور(حز3: 15) وكان معهم كهنتهم وشيوخهم فأقاموا المجامع كبديل للهيكل وكانوا يحتفظون فيها بالأسفار المقدسة ويدرسونها فى كل السبوت والأعياد وانتتشرت بينهم هذه المجامع (1) والتى يقول عنها الفيلسوف اليهودى المعاصر للسيد المسيح فيلو (26م) إنها كانت "بيوتاً للتعليم حيث كانت تدرس فلسة الآباء وجميع الفضائل" .
هل فقد العهد القديم أثناء السبى : 
+ يحاول البعض أن يصوروا أن بنى إسرائيل لم يكن لديهم سوى نسخة واحدة من التوراة، وأن هذه النسخة كانت معرضة للضياع... وعلى هذا يقولون إن التوراة قد فقدت فى سبى بابل-الذى تم على يد نبوخذ نصر-وللرد على هذا الزعم الباطل نورد بعض الأمثلة التالية: 
1- أمر موسى اللاويين بأن توضع التوراة بجانب تابوت العهد (تث 21: 24-26) وإن ينسخ منها نسخاً تكون لدى الكهنة والقضاة وتقدم نسخة منها لكل ملك يجلس على كرسى مملكته كما أمره الرب أن يوصى بنى اسرائيل بحفظ الشرائع والناموس عن ظهر قلب وتعليمها للأجيال قائلاً :"فضعوا كلماتى هذه على قلوبكم ونفوسكم واربطوها علامة على أيديكم ولتكن عصائب بين عيونكم،وعلموها أولادكم متكلمين بها حين تجلسون فى بيوتكم وحين تمشون فى الطريق وحين تنامون وحين تقومون،واكتبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك"(التثنية11: 18-20). وفعلاً كانوا يتبارون فى تعريض عصائبهم (وهو ما يعرف الآن بالعقال فوق الرأس) بكثير من الصفحات المطوية .
وكانت أسفار موسى والأسفار التى كتبها الأنبياء بعد ذلك فى يد جميع الأنبياء بدءاً من يشوع بن نون وحتى عزرا الكاتب(444ق.م)فقد كانت أسفار موسى ويشوع مع القضاة (3: 4) ومع صموئيل (1صم12: 6) وداود وابنه سليمان (1مل2: 3) (وإشعياء63: 11-12 وإرميا15: 1 وميخا6: 4 ودانيال9: 11 وملاخى4:4) وغيرهم من الأنبياء، ويبين زكريا النبى سنة (518ق.م) أن جميع أسفار الأنبياء السابقين له كانت معه ومع الشعب. "الشريعة والكلام الذى أرسله رب الجنود بروحه عن يد الأنبياء الأولين" (زك7: 12) .
2- كما كانت الأسفار المقدسة مع المسبيين عند نهر خابور كانت مع دانيال النبى فى القصر . فى العاصمة سواء فى شبابه أو فى شيخوخته عندما صار رئيساً لوزراء بابل وكان يدرس فيها باستمرار، ويقول دانيال النبى "فهمت من الكتب عدد السنين التى كانت عليها كلمة الرب إلى إرميا"(دانيال 9: 2،11: 4 ) 
3-  قرأ عزرا الكاهن سفر الشريعة أمام الجماعة عقب عودتهم من السبى  أمام الساحة من الصباح حتى منتصف النهار (نح8: 1-6 ) .
عند عودة بعض المسبيين من بابل إلى أورشليم كانت معهم الأسفار المقدسة وكان على رأس العائدين عزرا الكاهن والكاتب والذى يصفه الوحى بأنه "كاتب ماهر فى شريعة موسى" (عزرا7: 6) وكان دارساً للأسفار ومفسرها وناسخها وقد ترجمها (شفوياً) إلى الآرامية، وقد عاد من بابل سنة 458 ق.م وجمع كل الأسفار المقدسة وأقر قانونيتها بإرشاد الروح القدس ورتب قراءة الناموس والأنبياء وأسس المجمع العظيم (السنهدريم) (نحميا ص8-10 والمشنا 200م) وتقول المشنا (أبوت1:1) "إستلم موسى الناموس من سيناء وسلمه ليشوع ويشوع سلمه للشيوخ والشيوخ سلموه للأنبياء والأنبياء سلموه لرجال المجمع العظيم". ثم وضعت الأسفار المقدسة فى الهيكل (الذى بناه ثانية زروبابل سنة 520-516 ق.م). وفى تجمع هائل للشعب وقف يقرأ لهم الناموس ويترجمه ويفسر معناه (نح8:8) وكان أيضاً على رأس العائدين من السبى نحميا رجل البلاط الفارسى والذى جمع الكتب المقدسة فى مكتبة واحدة. "السجلات التى لنحميا وكيف أنشأ مكتبة جمع فيها أخبار الملوك والأنبياء وكتابات داود ورسائل الملوك فى التقادم" (2مك2: 13) .
4- كانت التوراة موجودة أيام داود وسليمان (مز 119: 97-103 و1مل 2: 2 ،3) 
بعد أن بنى سليمان الحكيم الهيكل وضع تابوت العهد فى محرابه الذى كان فى وسطه (1مل6: 19) وكانت أسفار موسي مع التابوت إذ يقول ترجوم يوناثان فى تعليقه على قول موسى النبى "خذوا كتاب التوراة هذا وضعوه إلى جانب تابوت العهد" (تث31: 26) .
إن التوراة كانت توضع فى غطاء إلى جانب الجانب الأيمن للتابوت كما وضعت أيضاً مع التوراة أسفار يشوع وصموئيل ومزامير داود ومرتلى الهيكل. وظلت هذه الأسفار فى الهيكل حتى دماره سنة (586 ق.م) (2مل25: 9-11) .
وكانت أسفار موسى قد توقفت عن الاستخدام والظهور فى الهيكل فى فترات حكم الملوك الذين مالوا إلى الوثنية مثل منسى (696-642 ق.م) وآمون (642-640 ق.م) ثم وجدها حلقيا الكاهن فى الهيكل فى عصر الملك يوشيا الصالح (640-609 ق.م) وكانت سبباً لإصلاح عظيم (2مل22: 23) ويجمع العلماء على أن هذه الأسفار التى وجدت فى الهيكل هى نفس النسخة التى كتبها موسى النبى بيده (بنفسه) أو على أقل تقدير هى نسخة منقولة عنها مباشرة، وإن كانت الغالبية ترى أنها نفس النسخة التى كتبها موسى بنفسه .
لقد أمر موسى الكهنة واللاويين بوضع نسخة التوراة التى كتبها إلى جوار تابوت العهد الموضوع داخل خيمة الاجتماع. ولما بنى سليمان الهيكل الأول وضع فيه مع التابوت أسفار موسى وبقية الأسفار التى كتبت حتى ذلك الوقت. وعندما أعاد زروبابل بناء الهيكل للمرة الثانية وضع فيه بشهادة العلماء والتقليد اليهودى الأسفار التى جمعها وأعاد نسخها عزرا الكاتب والمكتبة التى عملها نحميا من أسفار الكتاب المقدس للعهد القديم ولما أعاد هيرودس الكبير تجديد وبناء الهيكل للمرة الثالثة سنة 19-20 ق.م. واستمر بناؤه ستاً وأربعون سنة (يو2: 20) وضع فيه هذه النسخة مرة أخرى وظلت فيه إلى أن دمر الرومان الهيكل سنة 70م وقد حصل على هذه النسخة مرة أخرى وظلت فيه إلى أن دمر الرومان الهيكل سنة 70م. وقد حصل على هذه النسخة يوسيفوس المؤرخ اليهودى واستخدمها فى كتابته مجموعته "عاديات أو العصور القديمة لليهود  The Antiquity of the Jews“ويقول يوسيفوس نفسه إنه بسماح من تيطس الرومانى حصل على النسخة المعتمدة للأسفار المقدسة التى كانت فى الهيكل "وحصلت على الكتب المقدسة أيضاً"(أنظر  All The works of Josephus 837 ) .
وهذه النسخة هى التى عرفها السيد المسيح وتلاميذه والتى كان الكهنة والكتبة والفرق الدينية فى عصره ينقلون عنها نسخهم، ونقلها يوسيفوس فى كتبه، وكتبه مازالت موجودة فى أيدينا وموجود بين أيدينا أيضاً نسخ من المخطوطات الأخرى المنقولة منها مباشرة .
5- كانت التوراة موجودة أيضاً عند رحبعام (2أى 12: 2) وعند أسا بن أبيا (2أى 14: 4) وعند يهوشافاط بن آسا (2أى 17: 9 ) .
6- كانت التوراة موجودة فى زمن يواشى بن يورام بن يهوشافاط (2أى 23: 18 ، 24: 6 ، 9 ) وفى زمن أمصيا ابنه (2أى 25: 2) وفى زمن حزقيا (2أى 31: 3، 4) .
7- فى أيام يوشيا الملك وجد حلقيا الكاهن سفر شريعة الرب مكتوباً بيد موسى وسلمه لشافان الكاتب الذى أتى به إلى الملك وقرأ فيه أمامه (2أى 34: 14-26، 2مل 22: 8-13)... الخ.
+ لقد جمع عزرا الكاهن أسفار العهد القديم ما عدا سفرى عزرا ونحميا ونبوة ملاخى (لأنهم لم يكونوا قد كتبوا بعد) وقام شمعون الورع الذى توفى سنة 292 ق. م بضمها للكتاب المقدس.
هل تم حرق الكتاب المقدس أيام المكابيين  : 
يقول البعض إنه فى أيام المكابيين حاول الملك السورى انتيوخس الرابع (ابيفانس) (175 –164 ق.م) أن يستأصل اليهودية من جذورها فأصدر أمراً بتمزيق وحرق الأسفار المقدسة " وما وجدوه من أسفار الشريعة مزقوه وأحرقوه بالنار. وكل من وجد عنده سفر من العهد أو اتبع الشريعة كان يقتل بأمر الملك" (1مك1: 56-57) فهل بالفعل تم ملاشاة الكتـاب المقــدس؟ بالطبع لا. فالله حافظ لكتابه المقدس. فبرغم كل ذلك كالنت الأسفار المقدسة موجودة مع الغيورين من الشعب وقادته الدينيين والمدنيين فاجتمعوا على المصفاة على بعد 13 كم من أورشليم "ونشروا الشريعة" (1مك3: 48). ولما انتهت الحرب يقول سفر المكابيين: "جمع يهوذا (المكابى) كل ما يعثر من الأسفار فى الحرب التى حدثت لنا وهو عندنا " .
ويذكر سفر المكابيين الثانى الذى كتب سنة 70 ق.م أسفار العهد القديم وانتشارها بغزارة فى أيامه ويدعوها بـ (الكتاب المقدس) و(الشريعة والأنبياء) (2مك15: 19) . 
مما سبق يتضح لنا أن الأسفار المقدسة كانت جميعها منتشرة بين أيدى الشعب وقادته الروحيين والمدنيين فور كتابتها مباشرة، كما كانت فى المجامع المنتشرة فى العديد من الدول ومع الفرق الدينية الكثيرة سواء التى عاشت فى الجبال أو فى وسط الشعب وكان الكثير من أفراد الشعب يحفظونها غيباً فضلاً عن احتفاظ البعض بنسخها المكتوبة .
وبرغم قسوة الملوك المرتدين أمثال منسى وأمون وإيزابل الوثنية زوجة الملك آخاب فلم ينته المؤمنون بالله. ولما ظن إيليا أنه لم يعد فى زمانه نبياً غيره " أنا بقيت للرب نبياً وحدى" (1مل18: 22) كان هناك "مئة نبى" قد خبأهم عوبديا كل خمسين "فى مغارة وعالهم بخبز وماء" (1مل18: 4) ولما ظن إيليا أنه لم يعد من يؤمن بالله قال له الله إنه قد أبقى سبعة آلاف مؤمن بعد(1مل19: 10-18)

وفى نهاية ارتداد منسى وأمون ظهرت نسخة أسفار موسى الأصلية فى الهيكل. وكانت الأسفار هى سند الشعب المؤمن فى مقاومته للمرتدين عن عبادة الله وملاذهم وقت الحروب وأثناء السبى، كما كانوا يبحثون فيها عن الأمل فى مستقبل أفضل .
شهادة السيد المسيح ورسله الأطهار لأسفار العهد القديم : 
أشار السيد المسيح ورسله الأطهار إلى صحة كل كلمة وكل حرف وكل حدث مذكور فى أسفار العهد القديم واقتبسوا منها واستشهدوا بما جاء فيها حوالى 250 مرة وشهدوا لكل سفر وكل فصل فيها. وقد ذكر السيد المسيح بنفسه منها حوالى 31 مرة مؤكداً أنها أسفار مقدسة وكلمة الله التى نطق بها على أفواه الأنبياء وأنها كتبت بوحى الروح القدس وأنه لن يزول منها حرف واحد أو نقطة واحدة وأنه لابد أن يتم جميع ما هو مكتوب فيها كما دعاها بالكتب المقدسة :
"لأن داود نفسه يقول بالروح القدس" (مر12: 36). "الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل"(متي5: 18) 
كما أكد ذلك تلاميذ السيد المسيح ورسله وأشاروا إلى هذه الأسفار باعتبارها  "ما تكلم به الأنبياء وموسى أنه عتيد أن يكون" (أع26: 22) و "الناموس والأنبياء" (2تى3: 14 ) .
وقد أشار السيد المسيح وتلاميذه إلى موسى ككاتب التوراة حوالى خمسين مرة (مر12: 19) وإلى يشوع وأعماله (أع7: 35، عب4: 8) وصموئيل النبى (أع3: 24 ، 13-20) وإلى داود كاتب المزامير " داود نفسه يقول فى كتاب المزامير" (لو20: 41) وإلى سليمان (متى12: 42) وإلى أيوب وصبره (يع5: 11) وإلى إشعياء ككاتب سفره "لكى يتم ما قيل بإشعياء النبى" (متى3:3) وكذلك إرميا " حينئذ تم ما قيل بإرميا النبى القائل" (متى2: 18) وإلى دانيال ككاتب سفره "رجسة الخراب التى قال عنها دانيال النبى" (متى24: 5) وإلى هوشع "كما يقول هوشع أيضاً" (رو5: 9) وإلى يونان وحوته (متى12: 39-41) هذه وغيرها الكثير من الإشارات والاقتباسات التي بلغت 250 مرة .
وهذا يؤكد لنا إلى جانب ما سبق أن ذكرناه أن أسفار العهد القديم جميعها من موسى إلى المسيح كانت وماتزال سليمة وكاملة ولم يطرأ عليها أى زيادة أو نقص أو تحريف. ونظراً لأن النسخ التى لدينا من أسفار العهد القديم يرجع أقدمها إلى ما قبل المسيح بمئات السنين فهذا يعنى أن ما لدينا الآن هو نفس ما كان مع المسيح ورسله ومعاصريه وما سبقوه لا أكثر ولا أقل .
الحرص الشديد على سلامة الكتاب المقدس وحفظه : 
+ لقد أوصى مجمع السنهدريم بالحرص الشديد على حفظ الكتاب المقدس وسلامته لذلك نجده يضع الوصايا التالية : 
الوصية الأولى   : احترس من القضاء .
الوصية الثانية   : علم كثيرين .
الوصية الثالثة   : كن حصناً حصيناً للتوراة .
وعلى هذا الأساس سلمت الوديعة من جيل إلى جيل حتى أنهم كانوا يعرفون عدد مرات تكرار كل حرف من الحروف فى كل أصحاح أو جزء ثم عدد مرات تكرار الحرف فى السفر بأكمله وفى الكتاب المقدس بأكمله... فقيل مثلاً إن حرف الألف ورد فى التوراة العبرية 2277 مرة... وحرف الباء ورد 38218مرة... الخ وعلى سبيل المثال نجد أن الترجمة البيروتية الأمريكية للعهد القديم المترجمة عن اللغة العبرانية، والكلدانية وهما اللغات الأصلية للعهد القديم توضح لنا الآتى : 
- يتكون سفر التكوين من 50 أصحاحاً مكونة من 1542عدداً وتشمل 21967 كلمة
- بينما يتكون سفر الخروج من 40 أصحاحاً مكونة من 1224 عدداً وتشمل 16773 كلمة .
- وسفر اللاويين من 27 أصحاحاً مكونة من 859 عدداً وتشمل 12007 كلمة... الخ 
- وهكذا نجد أن الحرص المتناهى على سلامة الكتاب المقدس جعلهم يرتبون إحصائيات بعدد الأصحاحات والآيات والكلمات بل والحروف أيضاً حتى لا يتطرق الشك بأى صورة من الصور إلى صحة وسلامة كتاب الله المقدس .
ثانياً : العهد الجديد
+ ويشمل العهد الجديد 72 سفراً بيانها كالآتى : 
أولاً : الأناجيل الأربعة : 
1- الإنجيل للقديس متى : كتب حوالى سنة 45 ميلادية ويعتقد آخرون أنه كتب نحو سنة 60 ميلادية، وعدد أصحاحاته 28 ، وعدد آياته 1071 مكونه من 13508 كلمة... وقد كتب لليهود ليبين لهم أن يسوع المسيح"هو المسيا المنتظر ".
2- الإنجيل للقديس مرقس : كتب حوالى سنة 61 ميلادية، وعدد أصحاحاته 16 مكونة من 671 آية تحوى 8614 كلمة وكتب للرومان ليبين لهم قوة المسيح .
3- الإنجيل للقديس لوقا : كتب نحو سنة 63 ميلادية، وعدد أصحاحاته 24 مكونة من 1153 آية تحوى 14461 كلمة... وكتب لليونان ليبين لهم خدمة المسيح .
4- الإنجيل للقديس يوحنا : كتب نحو سنة 98 ميلادية، وعدد أصحاحاته 21 مكونة من 876 آية، وتحوى 12211 كلمة وكتب للجميع ليبين لاهوت السيد المسيح .
ثانياً : سفر تاريخى : 
وهو سفر أعمال الرسل، كتبه القديس لوقا نحو عام 63 ميلادية، وهو سجل لتاريخ جهاد الكنيسة وتحقيق بركات الفداء وانتشار الكرازة، وعدد أصحاحاته 28 مكونة من 1007 آية وتشمل 15005 كلمات .
ثالثاً : الرسائل : وتشمل :
1- رسائل القديس بولس الرسول :
وعددها 14 رسالة كتبت فى الفترة ما بين سنة 50-67 ميلادية وتتكون من 106 أصحاحات، وتشمل 2323 آية تحتوى على 31347 كلمة .
2- الرسائل الجامعة (الكاثوليكون) :

وعددها 7 رسائل هى (يعقوب - رسالتان لبطرس - ثلاث رسائل ليوحنا - رسالة ليهوذا) وجميعها كتبت فيما بين سنة 60 و 65ميلادية وهى مكونة من 21 أصحاح وتشمل 432 آية تحتوى على 9371 كلمة .
رابعاً : سفر نبوى (سفر الرؤيا) : 
وقد كتبه القديس يوحنا الحبيب ما بين سنة80-96م قبل نياحته وتركه للعالم سنة 100م .
كيف وصلنا العهد الجديد : 
خرج تلاميذ السيد المسيح بعد صعوده إلى السماء وحلول الروح القدس عليهم ليبشروا العالم بالبشارة المفرحة وكانت هناك دعائم لكرازتهم وهى :
 (1) حياة وأعمال السيد المسيح له المجد :
والتى كانت جوهر البشارة المفرحة، الإنجيل الذى حمله الرسل للعالم أجمع، فالسيد المسيح هو كلمة الله الذاتى النازل من السماء والذى لم يكن فى حاجة لرسالة تأتيه من السماء عن طريق ملاك أو أى نوع أو طريق من أنواع وطرق الوحى المتنوعة (عب1:1). فهو أعظم من الملائكة والأنبياء وبقية البشر، والذى تسجد له جميع المخلوقات السمائية والأرضية، وهو صاحب الاسم الأعظم "وأعطاه اسماً فوق كل اسم لكى تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن فى السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب"(فى2: 9-11) وقد عاشت الكنيسة بكلمته "متذكرين كلمات الرب يسوع" (أع20: 35) "هكذا أمر الرب" (1كو9: 14). " لأننى تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضاً" (1كو11: 23) .
 (2) الروح القدس روح الله وروح ابنه :
" أرسل روح ابنه" (غلا4: 6) "روح المسيح" (1بط1: 11) الذى تكلم بواسطة الأنبياء فى القديم إذ كان يحل عليهم ويتكلم بأفواههم (2صم23: 1-2) وجعلهم يتنبأون عن المسيح "الذين تنبأوا عن النعمة التى لأجلكم باحثين أى وقت أو ما الوقت الذى يدل عليه روح المسيح الذى فيهم إذ سبق فشهد بالآلام التى للمسيح والأمجاد التى بعدها " (1بط1: 11) هذا الروح، الروح القدس، وعد السيد المسيح تلاميذه أن يرسله ليحل عليهم ويكون فيهم ويمكث معهم إلى الأبد ويكون لهم القائد والموجه والمذكر والمعلم والمرشد يتكلم فيهم وبهم والذى أوحى لهم بكتابة أسفار العهد الجديد كما أوحى الأنبياء فى القديم بكتابة العهد القديم " كل الكتاب هو موحى به من الله" (2تى3: 16) . 
 (3) أسفار العهد القديم : 

والتى شرح السيد المسيح كل ما جاء بها من نبوءات عنه والتى فهمها تلاميذه فى ضوء رسالته وكانت منطلق الرسل فى شهادتهم للمسيح " وأما الله فما سبق وأنبأ به بأفواه أنبيائه أن يتألم فقد تممه هكذا" (أع3: 18) . 
 (4) السلطان الرسولى : 
الذى منحه لهم السيد المسيح " وأقام اثنى عشر ليكونوا معه وليرسلهم ليكرزوا. ويكون لهم سلطان على شفاء الأمراض وإخراج الشياطين" (مر13: 13-14) ومنحهم معرفة أسرار ملكوت الله فرأوا ما لم يره الأنبياء والأبرار قبلهم وسمعوا ما لم يسمع به غيرهم " أعطى لكم أن تعرفوا أسرار ملكوت السموات وأما لأولئك فلم يعط.. طوبى لعيونكم لأنها تبصر ولآذانكم لأنها تسمع فإنى الحق أقول لكم إن أنبياء وأبرار كثيرين اشتهوا أن يروا ما أنتم ترون ولم يروا وأن يسمعوا ما أنتم تسمعون ولم يسمعوا " (متى13: 11، 16-17).. " فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيكم به" (متى28: 19-20) . 
ومن ثم فقد صار الرسل "أعمدة" الكنيسة الأولى (غل2: 19) وكانت كلمتهم مساوية لكلمة الأنبياء فى القديم لأن كليهما من روح واحد هو الروح القدس. "مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية" (أف2: 20) .معجزة  الأعداد  والأرقام  بالكتاب  المقدس
+ من الحقائق الجوهرية أن الكتاب المقدس فى مجموعه يمثل وحدة متكاملة حيث نجد فيه وحدة أدبية وتاريخية ونبوية وبنائية..  الخ.. كذلك نجد فيه وحدة عددية .
+ ومن الحقائق المذهلة أن للأعداد بالكتاب المقدس معانى روحية عميقة.. لذلك يجدر بنا أن نقف قليلاً لندرس معانى هذه الأرقام ورموزها لنعرف المقصود منها. ولكننا قبل ذلك نعرض بعض الحقائق العددية الهامة .. 
+ الكتاب المقدس مبنى على نظام السباعيات..أى أن مجموعة حروفه ومجموع كلماته تمثل مضاعفات للرقم 7 وقد أشار الكتاب المقدس إلى ذلك فى سفر حبقوق قائلا (سباعيات سهام كلمتك...) وهنا تظهر المعجزة الحقيقية فى الوحى الإلهى حيث تظهر الوحدة العددية بكيفية تفوق إدراك البشر وأفهامهم علاوة على صدق كل ماكتب فيه من نبوات لا يستطيع إنسان مهما كانت مكانته العلمية أن يتصور التطابق العجيب الحادث بين كتابات موسى فى العهد القديم وكتابات بولس الرسول فى العهد الجديد فى الوصف والتركيب الحسابى .

+ وهل يتصور العقل كيف تم تدوين الوحى الإلهى وكتاباته الحرف فية تلو الحرف والكلمة فيه جوار الأخرى وتكون النتيجة آيات وأصحاحات وأسفاراً ويكون مجموعها هو مكرر للرقم 7 . والأكثر من هذا تكون هذه الأسفار ذات معان سامية وتكون بها الحياة والنجاة، والسماء والأرض تزولان ولكن حرفاً من هذه الحروف لا يزول .
+ فى اللغة العبرية واللغة اليونانية لا توجد أعداد تدل على الأرقام .. بل إن أعدادها حروف . ونفس هذا الشىء نجده فى اللغة القبطية أيضاً، فنجد مثلاً حرف الألفا يساوى 1 وحرف البيتا 2.. الخ .
وبالرجوع إلى الإنجيل المكتوب باليونانية وللعهد القديم المكتوب بالعبرية نجد الآتى : 
 (أ) عدد كلمات كل منها هو مكرر رقم سبعة .
(ب) عدد حروف كل منها هو مكرر رقم سبعة .
(جـ) الكلمات الصحيحة هى مكرر رقم سبعة .
(د) الكلمات المعتلة هى مكرر رقم سبعة .
 (ه) عدد حروف الكتاب المقدس من معتلة وصحيحة هو مكرر سبعة .
 (و) فى عدد الأجيال نجد من إبراهيم إلى مجىء السيد المسيح 42 جيلا أى 6×7 .
 (ز) فى الأصحاح الأول من الإنجيل حسب القديس متى نلاحظ الآتى : 
1-  عدد كلمات هذا الأصحاح فى الأصل العبرانى هو 49 كلمة أساسية (7 × 7) منها 28 كلمة تبتدىء بحرف علة (28= 4×7) ومنها 21 كلمة تبتدىء بحرف صحيح (12= 3×7) .
2- نجد أيضاً 7 كلمات تنتهى بحرف علة و 42 كلمه تنتهى بصحيح .
3- هذه الكلمات الـ 49 يوجد فيها 266 حرفا أى (7×38) منها 140 حرف علة (7×20) و 126 حرف صحيح أى (7×81) .
4- فى الكلمات الـ 49 تكررت 35 كلمة أكثر من مرة. بينما وردت 14 كلمة مرة واحدة . لذلك وردت 7 كلمات بأكثر من صيغة واحدة لا غير .

5- ورد فى الكلمات الـ 49 مجموعة أسماء عددها 42 اسماً. من بينهم 35 اسماً لأشخاص أجداد للسيد المسيح وسبعة ليسوا من أجداده.. وهذه الأسماء توجد فى كل اللغات لذلك يمكن لأى إنسان مراجعتها باللغة التى يتكلم بها للتأكد من صحة القول .

والتركيب السباعى هو فى الحقيقة توقيع الله الحى على كتابه المقدس. وهذا لا بعسر على من يحصى عدد شعور رؤوسنا (متى10: 3) ويحصى عدد الكواكب (مزمور 147) : أن يحصى عدد كلمات وحروف كتابه .
وللرقم سبعة فى الكتاب المقدس أهمية خاصة، فالله يخلق الوجود فى ستة أيام وفى اليوم (السابع) يستريح. حيث أن رقم (سبعة)هو رقم الكمال والاكتمال. لذلك ورد سبعمائة مرة فى الكتاب المقدس نذكر منها . 
أولاً: فى العهد القديم : 
أيام الأسبوع سبعة (تكوين 1: 3-2: 3). وقد قسمت الكتب المقدسة الزمن إلى أسابيع (تكوين2: 1-3) واعتاد السوريون الاحتفال بالزواج أسبوعيا (تكوين 29: 27 ، 28) ومدة الجنازة أيضا أسبوع (تكوين50: 10،صموئيل الأول 31: 13) ولم يكن العبرانيون يعرفون أيام الأسبوع بأيام خاصة ما عدا يوم السبت (اليوم السابع) حتى أن يوم الجمعة كانوا يطلقون عليه يوم الاستعداد (مرقس 15: 42). وكانوا يطلقون على باقى الأيام أعدادا مثل اليوم الأول، اليوم الثانى.. الخ (متى 28: 1) .
+ للتعبير عن انتقام الله الكامل ممن يقتل قايين يقول (سبعة أضعاف ينتقم منه) (تكوين4: 15).
+ وقد حذر الله نوح قبل الطوفان. ثم أنزل المطر بعد سبعة أيام (تكوين 7: 4) وبعد سبعة أيام من الطوفان أرسل نوح الغراب والحمامة (تكوين 7: 4، 8 : 10، 12) .
+ للتعبير عن حفظ الله الكامل للبهائم الطاهرة والطيور يقول لنوح "لتأخذ معك سبعة سبعة ذكراً وأنثى لاستبقاء نسل على وجه الأرض" (تكوين7: 2). وقد انتهت العاصفة التى جاءت بعد الطوفان فى نهاية اليوم السادس وظهر الإشراق والصحو فى اليوم السابع. ومع استقرار الفلك فى اليوم السابع قدمت ذبائح الشكر لله . 
+ فى حلم فرعون الذى فسره يوسف كان عدد البقرات سبعة. وعدد السنابل سبعة (تكوين41: 2-7) .
+ كان اليهود يحتفلون باليوم السابع للعبادة وبالسنة السابعة. وكانت سنة اليوبيل سبع سنين سبع مرات .
+ للتعبير عن شدة تجربة أيوب وحزن أصدقائه الكامل عليه قيل "سبعة أيام وسبع ليال لم يكلمه أحد بكلمة لأنهم رأوا كآبته كانت عظيمه جداً" (أيوب 2: 12). ومن أجل مغفرة خطاياهم قال الله لهم "خذوا لأنفسكم سبعة ثيران وسبعة كباش واذهبوا وأصعدوا محرقة لأجل أنفسكم" (أيوب 42: 8) .
+ للتعبير عن مشغولية داود بالصلاة الدائمه يقول " سبع مرات فى النهار سبحتك على أحكام عدلك" (المزمور 119: 16) وللتعبير عن الرجاء الكامل يقول "الصديق يسقط سبع مرات ويقوم" (أمثال  24: 6) وعندما أذل الله نبوخذ نصر إذلالاً كاملاً جعله مطروداً ويأكل العشب كالثيران سبعة أزمنة (دانيال  4: 25) .
ثانياً : فى العهد الجديد : 
ذكر الإنجيل حسب ما دونه القديس متى سبعة أمثال لملكوت السموات نطق بها السيد المسيح وهى تعطى صورة واضحة عن هذا الملكوت. كذلك ذكر القديس لوقا سبع مرات أن يسوع المسيح كان يصلى (لوقا 2: 21 ، 5: 16،6: 12،9: 18 ، 29 ، 11: 1 ، 22: 41) 
فى سؤال القديس بطرس الرسول للسيد المسيح عن مدى الغفران للآخرين قال "هل إلى سبع مرات" فكان رد السيد المسيح له المجد "لا أقول لك إلى سبع مرات. بل إلى سبعين مرة سبع مرات" (متى 18: 22). وقد تحدث السيد المسيح مع السامرية في سبع عبارات (يوحنا 4: 7 ، 13 ، 16 17 ، 21 ، 26 ) ، ونطق على الصليب بسبع كلمات (لوقا 23: 24 ،43، يوحنا 19: 26 ، 27 ، متى 27: 46 ، لوقا 23: 46 ، يوحنا 19: 30 ) .
- ولخدمة الموائد للمؤمنين خدمة تامة " انتخب التلاميذ سبعة رجال ممتلئين من الروح القدس وحكمة" (أعمال الرسل6: 2) وقد رأى القديس بولس الرسول سبع رؤى (أعمال الرسل 9، 16: 16 ، 18: 9 ، 22: 17 ، 18 ، 23: 11 ، غلاطية 2: 2 ، كولوسى 12 ) .
+ فى سفر الرؤيا ذكر القديس يوحنا الحبيب سبعة أرواح (1: 4)، سبعة منابر (1: 12) ، سبعة كواكب (1: 16)، سبعة مصابيح (4: 5) سبعة ختوم (5: 1)، سبعة قرون (5: 6)، سبع أعين (5: 6)، سبعة أبواق (8: 2)، سبعة رعود (10: 3)، سبعة ملائكة (15: 6، 8: 2)،سبع جامات (15: 7)، سبع ضربات (15: 8).
+ ذكر أيضاً فى سفر الرؤيا سبعة أجزاء لجسد السيد المسيح هى : الرجلان، الثديان (رؤ1: 13)، الرأس والعينان (رؤ1: 14)، اليدان والفم والوجه (رؤ1: 16). كذلك وردت سبعة تشبيهات لهذه الأجزاء هى الصوف والثلج، لهيب نار (رؤ1: 14) شبه نحاس ومحميتان وكصوت مياه كثيرة (رؤ1: 15)،كالشمس (رؤ1: 16).
+ ورد فى سفر الرؤيا سبع رؤى هى المرأة الملتحفة بالشمس (رؤ12: 1)، التنين الأحمر (12: 3) والولد الذكر (12: 5)، الوحش الطالع من البحر (13: 1)، الوحش الطالع من الأرض (13: 11) الحمل القائم على جبل صهيون (14: 1)، ابن الإنسان الجالس على السحابة (14: 14) .
ثالثاً : فى الخليقة : 
ولرقم سبعة أهميته فى الخليقة أيضاً. فالضوء له سبعة ألوان والصوت أيضاً نجد سلمه الموسيقى ذا سبعة نغمات .
وفى علم الحيوان فترة الحمل تختلف من كائن إلى آخر ولكنها أيضاً مضاعفات للرقم سبعة كالآتى :
- مدة حمل الفأر 21 يوماً أى 7×3 .
- مدة حمل الأرنب 28 يوماً أى 7×4 .
- مدة حمل القطة 56 يوماً أى 7×8 .
- مدة حمل الكلب 63 يوماً أى 7×9 .
- مدة حمل الأسد 98 يوماً أى 7×14 .
- مدة حمل الخروف 147 يوماً أى 7×12 .
- مدة حمل الإنسان 280 يوماً أى 7×40 .

- أيضاً فإن فترة حضانة الدجاجة العادية مدتها 21 يوماً (7×3)، وعند البط 28  يوماً (7×4).. الخ .
مضاعفات الرقم 7 :
كذلك لمضاعفات الرقم سبعة أيضاً أهمية خاصة نوجزها باختصار :
رقم 14 : تتضح أهميته فى حساب عيد الفصح "تكون لكم شاه صحيحة ذكر.. ويكون عندكم تحت الحفظ إلى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر" (خروج 12: 6 ، 18 ، 19 ) .
رقم 49 : كان يحدد اليوبيل (لاويين 25: 8-17، عدد 36: 4) ويحدد يوم الخمسين(خروج 34: 23، لاويين 23: 15)ويحدد موعد حلول الروح القدس .
رقم 70 : يشير إلى كثرة العدد "كانت جميع نفوس الخارجين من صلب يعقوب سبعين نفساً" (خروج 1: 5) وكان عدد نفوس الشعب عند دخولهم إلى مصر (سبعين)(تكوين 46: 27) وقد أختار السيد المسيح سبعين رسولاً بالإضافة إلى الإثنى عشر (لوقا 10: 1) .
رقم 77 : يشير إلى الضخامة ويتضح ذلك من كلمات لامك أنه "ينتقم لقايين سبعة أضعاف.. واما لامك فسبعة وسبعين" (التكوين 4: 24) .
حرص الآباء والأجداد على تتبع الأعداد والأرقام : 

حرص الأباء والأجداد على تتبع الأعداد والأرقام يدفعهم إلى عمل إحصاء لتعداد حروف وكلمات وأعداد وأصحاحات وأسفار الكتاب المقدس فى كافة ترجماته. وعلى سبيل المثال نذكر هذا الإحصاء المبسط للكتاب المقدس حسب الترجمة البيروتية المتداولة بيننا :
- عدد أسفار العهد القديم 39 سفراً . 
- عدد أسفار العهد الجديد 27 سفراً .
- إجمالى أسفار الكتاب المقدس 66 سفراً . 
- عدد أصحاحات العهد القديم 929 أصحاحاً .
- عدد أصحاحات العهد الجديد 260 أصحاحاً .
- إجمالى أصحاحات الكتاب المقدس 1189 أصحاحاً .
- عدد آيات العهد القديم 23248 آيه .
- عدد ايات العهد الجديد 8054 آيه .
- إجمالى آيات الكتاب المقدس 31302 آيه .
- عدد كلمات العهد القديم 322598 كلمة .
- عدد كلمات العهد الجديد 108341  كلمة .
- إجمالى كلمات الكتاب المقدس 430938 كلمة .
- عدد حروف العهد القديم 2728158 حرفاً .
- عدد حروف العهد الجديد 838380 حرفاً .
- إجمالى حروف الكتاب المقدس 3566528 حرفاً .
- عدد مرات واو العطف فى العهد القديم هو 35525 وبالعهد الجديد 10684 والإجمالى بالكتاب المقدس 46209 مرة .
- وهكذا توجد بيانات إحصائية عن كافة الحروف.. كذلك أيضاً أمكن تحديد الآية الوسطى بالكتاب المقدس وهى (مزمور 118: 8) وأقصر سفر هو رسالة يوحنا الثانية وأطول سفر هو المزامير وأقصر أصحاح هو المزمور 17 وأطول أصحاح هو المزمور 119 وأقصر آية هى "لا تزن" وأطول آية هى أستير 8: 9. وهكذا... فهل بعد ذلك يستطيع العاقل أن يقول إن الكتاب المقدس أصابه التحريف. فليرحمنا الله .
ترجمات الكتاب المقدَّس:-
تمت أول ترجمة للعهد القديم من اللغة العبرانية إلى اللغة اليونانية، حيث بدأت الترجمة سنة 250 ق.م واستمرت حوالي 100 سنة، وقد أطلق على هذه الترجمة اسم الترجمة السبعينية Septuagint أي LXX، وما تزال هذه الترجمة متداولة ومستخدمة حتى يومنا هذا، وهي غاية في الدقة وتعتبر عملاً أدبياً عظيماً.
في بداية القرن الميلادي الأول، تمت ترجمة أجزاء كبيرة من العهد القديم إلي اللغة السريانية، وفي بداية القرن الثالث ترجم العهد القديم إلى اللغة القبطية أو المصرية القديمة.
أما العهد الجديد فقد ترجم أولاً من اللغة اليونانية إلى السريانية سنة 150م.والى اللغة القبطية سنة 200م، وخلال القرنين الثالث والرابع تمت ترجمة الكتاب المقدس بعهديه إلى اللغات الآرامية والإثيوبية والعربية والفارسية والسلافية والقوطية واللاتينية.
واليوم، تمت ترجمة الكتاب المقدس، أو أجزاء كبيرة منه إلى أكثر من 1350 لغة، والواقع أنّ كثيراً من اللغات غير المكتوبة أصبحت مكتوبة نتيجة للنشاط التبشيري بين الشعوب الناطقة بهذه اللغات، حيث وضع المرسلون المسيحيون قواميسَ لهذه اللغات وقاموا بترجمة الكتاب المقدس إليها.
ويجب التنبير هنا إلى أن ترجمة الكتاب المقدس لا تؤثر قطعياً على رسالة الكتاب وعصمته، بل إنها تساعد شعوب العالم المختلفة على قراءة كلمة الله بلغاتهم الخاصّة.
شهادة الوحى للكتاب المقدس :
أ- شهادة الوحى بعدم زوال كلمته :
فى الكتاب المقدس الكثير من إعلانات الله ووعوده بأن كلمته لا يمكن أن تزول أو تتبدل، منها :
" لا أنقض عهدى، ولا أغير ما خرج من شفتى " (مزمور 89: 33 و 34) .
" فإنى أقول لكم، إلى أن تزول السماء والأرض، لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل" (متى 5: 18) .
" الحق أقول لكم، لا يمضى هذا الجيل حتى يكون هذا كله. السماء والأرض تزولان ولكن كلامى لا يزول" (متى 24: 34 و 35) .
" لا يمكن أن ينقض المكتوب" (يوحنا 10: 35 ) .
ب- شهادة الله لأنبيائه : 
قال الرب لإرميا"لا تخف من وجوههم لأنى أنا معك، ها قد جعلت كلامى فى فمك" (إرميا1: 8و9)
وقال لهوشع النبى "كلّمت الأنبياء وكثرت الرؤى. وبيد الأنبياء مثلتُ أمثالاً" (هوشع 12: 10) .
وقال لإشعياء "أما أنا فهذا عهدى معهم يقول الرب... كلامى الذى وضعته فى فمك لا يزول من فمك ولا من فم نسلك إلى الأبد" (إشعياء 59: 21) .
وقال لحزقيال النبى "يا ابن آدم، قم على قدميك فأتكلم معك... أنا مرسلك إلى بنى اسرائيل إلى أمة متمردة... من كلامهم لا تخف. من وجوههم لا ترتعب، لأنهم بيت متمرد، وتتكلم معهم بكلامى" (حزقيال 2: 1-7) .

وقال لملاخى النبى " فتعلمون أنى أرسلت إليكم هذه الوصية، لكون عهدى مع لاوى قال رب الجنود. كان عهدى معه للحياة والسلام، وأعطيته إياهما للتقوى فأتفاني.. شريعة الحق كانت فى فمه" (ملاخى 2: 4-6) .
وقال لزكريا النبى "ولكن كلامى وفرائضي، التى أوصيت بها عبيدى الأنبياء، أفلم تدرك آباءكم، فرجعوا وقالوا : كم قصد رب الجنود أن يصنع بنا كطرقنا وكأعمالنا كذلك فعل بنا" (زكريا1 :6)
جـ- شهادة الأنبياء والرسل :
شهد أنبياء الله ورسله بأن الله تكلم وأوحى إليهم أن يكتبوا نبواتهم وتعاليمهم لتكون شريعة أبدية للبشر، وها نحن نورد ما تيسر منها :
قال داود "روح الرب تكلم بي، وكلمته على لساني" (2 صموئيل 32 : 2) 
وقال إشعياء "كل جسد عشب. يبس العشب، ذبل الزهر، وأما كلمة إلهنا فتثبت إلى الأبد" (إشعياء 40 : 6-8) " فتشوا فى سفر الرب واقرأوا : واحدة من هذه لا تفقد. لأن فمه هو قد أمر، وروحه هو جمعها" (إشعياء 34 : 16) .
وقال الرب لإرميا "أنا ساهر على كلمتى لأجريها" (إرميا 1 : 12) .
وقال حزقيال "وكان إلى كلام الرب : أنت يا ابن آدم فقد جعلتك رقيباً لبيت إسرائيل، فتسمع الكلام من فمى وتحذرهم من قبلي" (حزقيال33 :1 و7) .
وقال الرب يسوع لتلاميذه "لستم أنتم المتكلمين، بل روح أبيكم الذى يتكلم فيكم" (متى 10: 20) 
وقال القديس بولس الرسول " ونحن لم نأخذ روح العالم، بل الروح الذى من الله، لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله التى نتكلم بها أيضاً، لا بأقوال تعلّمها حكمة إنسانية، بل ما يعلمه الروح القدس" (1كورنثوس2: 12 و 13 ) .
وقال القديس بطرس الرسول "مولودين ثانية، لا من زرع يفنى، بل مما لا يفنى، بكلمة الله الحية الباقية إلى الأبد، لأن كل جسد كعشب، وكل مجد إنسان كزهر عشب، العشب يبس وزهره سقط. وأما كلمة الرب فتثبت الى الأبد" (1بطرس1: 23-25) وهى نفس شهادة النبى إشعياء السابقة .
"كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص، لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (2بطرس1 :20 و 21) .
ومن الملاحظات الجميلة عن تلقى رجال الله الوحى التوراتى والإنجيلى وحيهم، ما قاله ابن خلدون " كانوا يتلقونه فى حالة الوحى، ثم يعبرون عنه عندما يعودون لحالتهم الطبيعية" (ج1ص 166).  وابن خلدون بملاحظته هذه يبرز أهمية المعنى عن الحرف، بمقارنة ذلك باستقبال الوحى الحرفى .
شهادة التواتر : 
يذكر لنا التاريخ أن أئمة الدين الذين عاصروا الرسل، أو الذين خلفوهم فى رعاية الكنيسة اقتبسوا فى مواعظهم ومؤلفاتهم من الكتب المقدسة وخصوصاً من الإنجيل، ليقينهم بأنها كتب إلهية موحى بها من الله لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها. نذكر منهم : 
أكليمندس أسقف رومية، وكان عاملاً مع الرسول بولس (فيلبى 4 : 3) .
ديونسيوس أسقف كورنثوس الذى توفى سنة 100 ميلادية .
هرماس المعاصر لبولس، والذى ألفّ كتاباً فى ثلاثة مجلدات، ضمنها الكثير من الاقتباسات من العهد الجديد .
أغناطيوس الذى عُيِّن أسقفاً على أنطاكية بعد صعود المسيح بـ37 عاماً .
بوليكاربوس الشهيد تلميذ القديس يوحنا الرسول، الذى عُيِّن أسقفاً على أزمير، واستشهد عام 166م. وبقيت من مؤلفاته رسالة مفعمة بالشواهد من الأناجيل الأربعة .
كما اقتبس أئمة القرن الثانى الميلادى من الأسفار الإلهية لدعم تعاليمهم و منهم : 
بابياس الذى كان أسقفاً على كنيسة هيارابوليس فى فريچيا، ونبغ سنة 110 واجتمع ببوليكاربوس. ألَّف تفسيراً للكتاب المقدس، فى ستة مجلدات. وقال هذا العالم : إن الأناجيل كانت متداولة فى الكنائس باللغة اليونانية. وشهد بأن البشير مرقس كان مرافقاً لبطرس وأن إنجيله كان متداولاً بين المسيحيين .
يوستين الشهيد ولد سنة 89 ميلادية، وكان قبل الاهتداء فيلسوفاً وثنياً، وقاده بحثه عن الحق إلى المسيحية. وألّف هذا المفكر الشهير عدة كتب فى دفاعه عن الدين المسيحى، ارتكز فيها على الأناجيل الأربعة، وذكر فى أحد مؤلفاته أنه زار الكنائس فى رومية والإسكندرية وأفسس، ورأى المسيحيين يتعبدون بتلاوة الأناجيل فى كنائسهم .
هيجيوس الذى نبغ بعد يوستين بثلاثين سنة. ولشهادته أهمية كبرى لأنه سافر من فلسطين إلى رومية ورأى أساقفة كثيرين. وقال أنه رأى المسيحيين فى كل مكان يعلمون تعاليم واحدة حسب الناموس والأنبياء والرب يسوع المسيح .
إيرينيوس يونانى الأصل من آسيا، ولد سنة 140 ميلادية، وتتلمذ على يد بوليكاربوس تلميذ يوحنا الرسول. وكان مركز أعماله ليون، حيث رسم أسقفاً بعد بونيتيوس، الذى استشهد عام 177 وألّف رسالة، ملأها بالاقتباسات من الأناجيل. وقد قال فى أحد فصولها "لم نقبل خلاصنا إلا من الذين أبلغونا الإنجيل الذى كرزوا به أولاً وبعد ذلك دونوه بإرادة الله ومشيئته ليكون أساس إيماننا وعموده. لأن بعد قيامة السيد المسيح من الأموات، منح الله الرسل قوة الروح القدس، فعرفوا كل شئ معرفة تامة" وحينئذ ذهبوا إلى أقاصى الدنيا وبشروا الناس ببركات السلام السماوى، ومع كل واحد منهم إنجيل الله فدوّن متى إنجيله لليهود لما كان بطرس وبولس فى رومية يكرزان بإنجيل السلام ويؤسسان كنيسة هناك. وبعد ارتحالهما دّون مرقس تلميذ بطرس ورفيقه الإنجيل، وهو خلاصة كرازة بطرس. وكذلك دوّن لوقا الطبيب رفيق بولس الإنجيل بحسب كرازة بولس. وبعد ذلك دوّن يوحنا، تلميذ الرب الذى اتكأ على صدره إنجيله لما كان فى أفسس إن تعاليم الرسل المأثورة، انتشرت فى جميع أنحاء العالم. وكل من يفتش على مصادر الحق، يجد أن كل كنيسة محافظة على هذه التعاليم،وتعتبرها مقدسة، وقال أيضاً (في وسعنا أن نذكر الذين عينهم الرسل أساقفة على هذه الكنائس، والذين خلفوهم إلى يومنا هذا. وبهذا السند المتصل أخذنا الروايات الموجودة فى الكنيسة،وتعاليم الحق أيضاً، حسب ما كرز به الرسل) .
أكليمندس أسقف الإسكندرية وكان بعد ايريناوس بست عشرة سنة. فشهد أن جميع الكنائس تعتقد بالأناجيل الأربعة. واستشهد هذا العالم المدقق بالأناجيل فى تعليمه ومؤلفاته، وقال إن الأناجيل الأربعة مؤكدة عندنا.  وتجدر الإشارة هنا أن كلمة "إنجيل" جاءت دائماً فى صيغة المفرد، بمعنى البشرى أو الخبر المفرح بمجئ المسيح إلى أرضنا. ولكن رواة هذه البشرى كثيرون ..
ترتليان ولد 160 ميلادية وتوفى حوالى سنة 220. وقال عن الرسل (إن يوحنا ومتى يعلماننا الإيمان. أما رفقاء الرسل فلوقا ومرقس ينعشاننا).  وبعد أن عدد الكنائس التى أسسها بولس فى كورنثوس وأفسس وفيلبى وتسالونيكى، والكنائس التى أسسها يوحنا، وكنيسة رومية التى أسسها بولس وبطرس قال (إن الأناجيل الأربعة هى فى يد الكنيسة منذ البداية) قال أيضاً (نحن المسيحيين نجتمع معاً لنطالع الكتب الإلهية ونغذى إيماننا ونرفع رجاءنا، ونؤيد وديعتنا بالكلمة المقدسة) .
فينتج مما تقدم :
1- أن أئمة الديانة المسيحية سواء الذين عاصروا الرسل أو الذين أتوا بعدهم بالتسلسل، من العلماء الأعلام، كانوا يقتبسون من أنوار الكتب المقدسة، ويستشهدون بها فى كلامهم .
2- أن استنادهم عليها بآياتها يدل على يقينهم بأنها الحكم الفاصل فى جميع المسائل العقائدية والسلوكية .
3- أنهم كانوا يقرأونها فى اجتماعاتهم الدينية العمومية ويشرحونها .
4- أنهم كتبوا عليها تفاسير فى عديد من المجلدات، مؤكدين اتفاق البشيرين فيما كتبوه، مسوقين من الروح القدس .
5- أن جميع المسيحيين منذ البدء، اعتقدوا بهذه الكتب المقدسة على اختلاف شعوبهم ومذاهبهم .
شهادة العهد القديم عن نفسه
في أكثر من 3800 مناسبة في العهد القديم يعلن كُتّابَهُ أن ما قالوه وكتبوه هو كلام الله. وكثيراً ما نقرأ أن كلامهم قد ابتدأ بأقوالٍ مثل "هكذا يقول السيد الرب" (إشعياء 24:10)، "كانت كلمة الرب إليَّ قائلاً" (إرميا 4:1). ويستخدم حزقيال النبي كثيراً عبارة "فقال لي يا ابن آدم" (حزقيال 1:2،3،6،8) وفي هوشع 1:1: "قول الرب الذي صار إلى هوشع بن بئيري..."، ويوئيل 1:1: "قول الرب الذي صار إلى يوئيل بن فنوئيل". كذلكفي أسفار موسى كثيراً ما نقرأ كلام الله للآباء الأولين مثل إبراهيم وإسحق ويعقوب، وكلامه أيضا إلى موسى ويشوع وغيرهم. كذلك نقرأ في الأسفار التاريخية عن كلام الله مع الملوك والكهنة والأنبياء، وكيف أن وعظهم وخُطَبَهُم وأحاديثهم مع الشعب كانت مستمدة من الله. 
نقرأ أيضاً في العهد القديم أن أنبياء مثل إيليا وإرميا وعاموس قد دفعهم الله حتى يخبروا بكلمته للشعب، رغم أن ذلك قد جلب عليهم الملاحقة والإضطهاد. في أرميا 9:20 نقرأ أن إرميا النبي أراد أن يبقى صامتاً بسبب تعرضه للسخرية والاضطهاد إثر مناداته بكلمة الله، ولكنه لم يستطع ذلك فيقول: "فمللتُ من الإمساك ولم أستطع". وفي عاموس 7:3-8 نقرأ "أن السيد الرب لا يصنع أمراً إلا وهو يعلن سرَّه لعبيده الأنبياء. الأسد قد زمجرَ فمن لا يخاف. السيد الرب قد تكلم فمن لا يتنبأ"، (أنظر أيضاً ميخا 4:4؛ إرميا 4:30؛ إشعياء 11:8؛ صموئيل الثاني 21:7-22؛...إلخ). وفي ملوك الأول 14:22 نقرأ قول نبيّ الله ميخا: "إنّ ما يقوله ليَ الربُّ به أتكلّم".
. شهادة العهد الجديد للعهد القديم
أشار كتاب العهد الجديد إلى العهد القديم على أنه كلمة الله وذو سلطان، فلا يوجد في العهد الجديد أي نقاش حول وحي وسلطة العهد القديم، بل يوجد موافقة وقبول وتسليم تام بأن العهد القديم هو فعلاً كلمة الله. فلم يكن العهد القديم بالنسبة لهم مجرد سلسلة من القصص ومجموعة من الشرائع، بل كان رسالة الله الموجَّهة للعالم بلغة بشرية، ومن الأمثلة الكثيرة على ذلك نورد ما يلي:- 
1. في 2بطرس 20:1-21 يؤكد لنا بطرس الرسول أن نبوات العهد القديم ليست من أصل بشري، وأنه لم يتم كتابتها بناء على مشيئة بشر، بل أن أناس الله القديسون تكلَّموا وهم مسوقين أو محمولين من الروح القدس .
2. في 2تيمو 16:3 يقول بولس الرسول أن تيموثاوس يعرف الكتب المقدسة التي ذكرها في الآية رقم 15، ولذلك يطلب منه أن يستمر في استخدامها لأنها جميعاً من وحي الله. 
3. في أعمال الرسل 16:1 نجد أن الكنيسة الأولى ومنذ بداية تكوينها قد فهمت وقبلت العهد القديم على أنه من وحي الله، وأن ما ورد فيه من نبوات يجب أن تتم لأنها قيلت وكتبت بوحي الروح القدس على فم داود حيث نقرأ:"...كان ينبغي أن يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح القدس فقاله بفم داود..." ونفس الفكرة بأن الله تكلم واستخدم ألسنة الأنبياء موجودة في أعمال 18:3، 21؛ 25:4؛ 25:28، أي أن ما كُتِبَ في العهد القديم هو ما قاله الله. 
4. في كتابات بولس الرسول نجد أنه يقول عبارة "يقول الكتاب" قاصداً بها "يقول الله" كما ورد في رومية 17:9، وغلاطية 8:3.
5. يقول بطرس الرسول أن الأنبياء أحياناً لم يفهموا ما عَلَّموه للناس لأن ما قالوه كان من خارج أنفسهم. فالمصدر في الحقيقة كان الروح القدس أو روح المسيح الذي فيهم (بطرس الأولى 10:1-12 ).
شهادة السيد  المسيح للعهد القديم
إن التعاليم السابقة للسيد  المسيح وإتمامه لنبوات العهد القديم، والاقتباسات الكثيرة من العهد القديم في العهد الجديد، كلها تبرهن على أن المسيح والرسل قد قبلوا سلطان ووحي العهد القديم باعتباره كلام الله. والأمثلة على ذلك كثيرة ومنها:-
1. في متى 17:50-18 قال يسوع بأنه "لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل".
ونفس الفكرة ذكرها في يوحنا 34:10-35 "...ولا يمكن أن ينقض المكتوب". وفي لوقا 44:24" قال لهم.. أنه لا بد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير".
2. في حواره مع الفريسيين والصدوقيين والكتبة، كان المسيح دائماً يشير إلى ما ورد في العهد القديم على اعتبار أنه كلام الله الموحى به، ومن الأمثلة على ذلك متى 3:12-5، 7؛ و16:21؛ و32:22، 44. كذلك في مواجهته للشيطان استخدم يسوع كلمات العهد القديم ( متى 4:4،7).
3. وأخيراً وهو على الصليب، نطق المسيح بكلمات وردت في العهد القديم كما نقرأ في مرقس 34:15" إلوي إلوي لما شبقتني"، ولوقا 46:23 "يا أبتاه في يديك أستودع روحي" (من مزمور 5:31).
4. وأما عن تعاليمه ووصاياه وأمثلته، فإن الرب يسوع المسيح كرر مراراً أن ما يقوله هو كلام الله لدرجة أن من رفضوه شهدوا قائلين إنّه كان يعلم بسلطان وليس كالآخرين.
شهادة العهد الجديد عن نفسه
1. يقول بولس الرسول بكل وضوح أن ما يعلمه هو من الروح القدس كما ورد في كورنثوس الأولى 12:2-13 "ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله. التي نتكلم بها أيضاً لا بأقوال تعلّمها حكمة إنسانية بل بما يعلّمه الروح القدس قارنين الروحيّات بالروحيّات"، وفي تسالونيكي الأولى 13:2 "...لأنكم إذ تسلَّمتم منَّا كلمة خبرٍ من الله قبلتموها لا ككلمة أُناسٍ بل كما هي بالحقيقة ككلمة الله التي تعمل أيضًا فيكم أنتم المؤمنين. ويعلن بولس الرسول أيضاً بأن الإنجيل الذي يبشر به قد أُعلن له من الرب يسوع المسيح نفسه كما ورد في غلاطية 12:1 "بإعلان يسوع المسيح". ويقول بأن تعاليم العهد الجديد هي إعلانات جديدة أعلنها الله بالروح القدس (أفسس 3:3-5 ).
2. في رسالة يوحنا الأولى 5:1 يؤكد لنا الرسول أن ما كتبه جاء من المسيح نفسه" وهذا هو الخبر الذي سمعناه منه ونخبركم به...".
3. ولعل أوضح تعليم عن وحي العهد الجديد هو ما يقوله بطرس الرسول في رسالته الثانية 15:3-16 
2بط3 - 15
 15- و احسبوا اناة ربنا خلاصا كما كتب اليكم اخونا الحبيب بولس ايضا بحسب الحكمة المعطاة له
2بط3 - 16
 16- كما في الرسائل كلها ايضا متكلما فيها عن هذه الامور التي فيها اشياء عسرة الفهم يحرفها غير العلماء و غير الثابتين كباقي الكتب ايضا لهلاك انفسهم
حيث نجده هنا يضع رسائل بولس مع بقية كتب العهد القديم، مما يدل على أنه زمن كتابة بطرس لرسالته أصبح لرسائل بولس الرسول نفس سلطة كتب العهد القديم، وعلى أنها تقرأ في أماكن العبادة مثل العهد القديم.تهمة تحريف الكتاب المقدَّس
أ. ظهور التهمة :
1- برزت تهمة التحريف بشكلٍ خاص بعد الهجرة النبوية إلى يثرب ، أي المدينة المنورة, أي في السور المدنية بعد وفاة ورقة بن نوفل ، وتطورت في القرن الثالث الهجري . وخاصة بعد الشروع في وضع المصنفات التي تفسر القرآن .
2- ظهرت تهمة التحريف في بعض الكتب الإسلامية في القرون الوسطى ، مثل :
1. كتاب :"هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى " الذي ألفه الإمام  شمس الدين محمد بن أبي بكر إبن قيم الجوزية المتوفى سنة 751هجري .
2. كتابات أحمد ابن إدريس بن عبد الرحمن أبو العباس ، الملقب بِ شهاب الدين القرافي ، وخاصة كتاب : " الأجوبة الفاخرة عن الأسئلة الفاجرة " ( توفي القرافي سنة 684هجري ).
3. كتاب :" الفصل بين الملل والأهواء والنحل " لمؤلفه أبو محمد ابن حزم المتوفى سنة 456هجري .
4. كتاب : "شفاء الغليل في بيان ما وقع في التوراة والإنجيل من التبديل " لمؤلفه الإمام الجويني .
5. كتاب : " الملل والنحل " لمؤلفه الشهر ستاني .
6. كتاب : " القول الجميل في الرد على من غَيَّر الإنجيل " لمؤلفه الإمام الغزالي المعروف بحجة الإسلام . وكتب أُخرى كثيرة ألفها البيروني والمسعودي والأشعري والطبري واليعقوبي وأحمد بن عبد الله بن سلام الذي ترجم لهارون الرشيد التوراة والإنجيل ، كذلك كتب الخَزرَجي وأبو القاسم القيس وغيرهم .
3- بلغت الكتابات الإسلامية ضد الكتاب المقدس أوجها في نهاية القرن التاسع عشر ، وفي القرن العشرين ، حيث ظهرت عشرات ، بل مئات الكتب الإسلامية ، التي تقول بتحريف الكتاب المقدس ، وسأذكر هنا فقط أهم أربعة مؤلفين كتبوا في الموضوع .
1. الشيخ رحمة الله الهندي في كتابه الضخم : إظهار الحق .
2. الإمام محمد أبو زهرة في كتابه : محاضرات في النصرانية .
3. الدكتور أحمد شلبي في كتابه المسيحية .
4. كتابات الشيخ أحمد ديدات الكثيرة جداً .
5. كتاب : السيف الحميدي الصقيل .
 
ب. أسباب توجيه تهمة التحريف إلى الكتاب المقدس .
1. عدم وجود أية إشارة أو نبوة إلى نبي الإسلام في الكتاب المقدس يعتبر السبب الرئيسي الأول في القول أن المسيحيين حرفوا وغيروا وحوروا في كتابهم . نقرأ في سورة المائدة 15:5 " يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبيِّن لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفوا عن كثيرٍ قد جاءكم من الله نورٌ وكتابٌ مبين " وبحسب كتب التفاسير الإسلامية ، فقد أخفى أهل الكتاب بالتحريف والتبديل ما في الكتاب المقدس عن النبي محمد ، ونقرأ في سورة الصف 6:61 قول القرآن :" وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يديَّ من التوراة ومبشراً برسولٍ من بعدي اسمه أحمد ..." ولعدم وجود هذا الكلام المنسوب إلى المسيح في الإنجيل ، تمَّ إطلاق تهمة التحريف .
2. ما بين أيدي المسلمين لا يمثل " إنجيل عيسى " كما جاء وصفه في القرآن ( آل عمران 48:3/المائدة 46:5،110/آل عمران 4:3،48) . فكلمة إنجيل في القرآن تعني كتاب عيسى ( كتاب واحد ) ، ولدى المسيحيين أربع كتب .
3. القول بأن الكتاب المقدس قد نُسِخَ بنزول القرآن . فالقرآن في نظر المسلمين هو خاتم النبوة ، وهو يحتوي على الوحي الإلهي بأجمعه ، وهو الكتاب الوحيد الذي وعد الله بحفظه ، في حين لم يتعهد الله ، كما يقول المسلمون ، بحفظ التوراة والإنجيل من الفساد عن طريق التحريف وَلَيِّ اللسان والنسخ .
4. حقيقة وجود الإختلافات الكثيرة بين الكتاب المقدس والقرآن أدت بالمسلمين إلى القول بتحريف الكتاب المقدس . وتشمل الإختلافات معظم القضايا العقائدية والتشريعية والأخلاقية ، مثل طبيعة الله والخلق وطبيعة الإنسان والشريعة وأساس الغفران والرحمة وموضوع الصليب ومسيرة التاريخ ونهاية العالم .
5. استخام ما يسمى : "إنجيل برنابا" ، كدليل لإطلاق تهمة التحريف على الكتاب المقدس .
الرد على هذة الادعاءات 
فى البداية يجب ان نتسأل من هو المحرف؟ وما مصلحته من التحريف؟ وفى أى عهد تم التحريف؟.. هل هم اليهود؟ ام من ؟ .

هل من الممكن أن يحرف اليهود الكتاب المقدس؟ ! .

إن الشخص الدارس للكتاب المقدس يستطيع بمنتهى الثقة أن يقول إن اليهود رغم شرورهم وعدائهم للأديان لا يمكن أن يحرفوه، وذلك للأسباب الآتية : 

1- لو فكر اليهود فى تحريف الكتاب المقدس لكان الأجدر بهم أن يحذفوا منه الصفحات التى تتحدث عن كذب أبيهم إبراهيم وخطيئة داود ملكهم (بالزنى والقتل) كذلك انهيار وانحراف سليمان حكيمهم .

2- لو فكر اليهود فى التحريف لحذفوا من الكتاب الويلات التى يتعهدهم بها الله كشعب متمرد كما فى ( لا 26: 27-31، إش 1: 2-7، 6: 9-12) .

3- رغم أن اليهود ينكرون مجىء السيد المسيح وصلبه وموته وقيامته إلا أننا نجد هذه النبوات والحوادث فى كتابهم إلى الآن.. ينكرونها لعداوتهم الشديدة للسيد المسيح حتى صلبوه، ولكنهم لم يقدروا أن يحذفوا حرفاً واحداً منها .

4- لقد كتب العهد القديم بواسطة 40 كاتباً يختلفون تماماً فى صفاتهم، فمنهم الفلاسفة مثل موسى النبى ومنهم الراعى البسيط جامع الجميز مثل عاموس والقائد الحربى يشوع وساقى الملك نحميا، ومنهم إشعياء رجل القصور ودانيال رئيس الوزراء وسليمان الملك وصاحب الحكمة.. كما اختلف الكُتاب عن بعضهم فى ظروف تسجيل الوحى الإلهى فموسى سجل أسفاره فى البرية، أما إرميا فسجلها فى ظلمة الجب. أما داود النبى فكتب مزاميره عند سفوح التلال وهو يرعى خرافه كما أنه سجل بعض مزاميره والحرب قائمه بينما كان العكس تماما حينما كتب سليمان.. والبعض كتب وهو فى شدة الفرح والبعض الآخر وهو فى قمة الألم والسجن والقيود مثل القديس بولس الرسول ورغم هذا نجد أن الكتاب المقدس يمتاز بوحدة ترابطية عجيبة لا تناقض فيها ولا خلل. وقد إتفقوا معا فى موضوع نبوتهم وهى مجىء السيد المسيح وصلبه وقيامته. أليس هذا دليلاً على عدم التحريف بل ثبات الكتاب المقدس وقدسيته حيث نرى روح الله فى كل هذه الأسفار ملموساً من سفر إلى سفر ومن آية إلى آية يعصم الكاتب من السقوط أو الزلل، لذلك يحلو للبعض أن يطلقوا على الكتاب المقدس أنه سيمفونية إلهية يعزف على آلاتها العديد من العازفين ليخرجوا إلى العالم -  بقيادة الروح القدس - بهذه التحفة الفريدة من الإعلانات الإلهية .

5- هل يعقل أن اليهود الذين وضعوا القوانين الحازمة على كتبه الناموس (نساخ الوحى) يقومون بتحريف الكتاب المقدس، أن نظرة سريعة لبعض هذه القوانين ترد على من يدعى بتحريفهم هذا بالرد القاطع .

لقد جاء فى هذه القوانين ما يلى بالحرف الواحد موجهة الحديث للنساخ : 

- قبل أن تكتب كلمة واحدة من كتاب الله عليك أن تغسل جسدك وتلبس الثياب العبرانية وتجهز نفسك بالأفكار الخشوعية .
- الرقوق التى تكتب عليها لابد أن تكون من جلود الحيوانات الطاهرة شرعاً .
- الحبر الذى تكتب به يجب أن يكون أسوداً نقياً مجهزاً من خليط الكتن (الهباب) والكربون (تراب الفحم البلدى) والعسل :
- مع أنك تعرف بل تحفظ كتاب الوحى عن ظهر قلب فلا تكتب كلمة واحدة من ذاكرتك. إرفع عينيك إلى نسختك والفظ الكلمة بصوت عال قبل أن تخطها .
- قبل أن تكتب لقباً من الألقاب التى يلقب بها الله عليك أن تغسل قلمك، وقبل أن تكتب إسم الإله الأعظم يجب عليك أن تغسل جسدك كله .
- بعد الانتهاء من نسخ نسختك ومراجعتها إذا وجدت بها ثلاث غلطات فيجب عليك أن تعدم تلك النسخة .
- بالإضافة إلى ما سبق فقد فرض على كل ناسخ كاتب من كتبة الشريعة أن يعد حروف كتابه. وفرض عليه أن يعرف كم حرفا من كل نوع سيكتب فى الصفحة الواحدة قبل أن يبتدىء فيها بالكتابة وفرض عليه أن تكون سطور كل صفحة من الرقوق مساوية للأخرى وأن كل سطر يكون ثلاثين حرفا.. كذلك منع الكاتب من التحدث أثناء الكتابة، كما أنهم أوصوا كل من لا يقوى على القيام بكل هذه الواجبات أن يخرج من بين صفوف نساخ الوحى الإلهى، فهل بعد هذا يتجاسر أحد أن يقول أن اليهود قد حرفوا الكتاب المقدس؟! .
- إن الله الذى أعطى الكتاب المقدس تعهده بحمايته كما جاء فى (إش 40: 8) "كلمة إلهنا فتثبت إلى الأبد"، وكما أوصى الله شعبه فى القديم قائلاً "كل الكلام الذى أوصيكم به احرصوا لتعلموه، لا تزيد عليه ولا تنقص منه"(تث 12: 32) .
- جاء فى ختام الكتاب المقدس كله فى آخر سفر الرؤيا قول الوحى الإلهى.. "إن كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة فى هذا الكتاب، إن كان يحذف من أقوال كتاب هذه النبوة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة، ومن المدينة المقدسة، ومن المكتوب فى هذا الكتاب.. يقول الشاهد بهذا نعم، أنا آتى سريعاً آمين" (الرؤيا 22: 81-20) .
- كما لا يعقل أن يحرف اليهود العهد الجديد لأنهم إذا حاولوا ذلك لكان الأجدر بهم أن يحذفوا منه شهادته بأنهم صالبو السيد المسيح، وقد صبت عليهم اللعنات، مثل قول السيد المسيح "هوذا بيتكم يترك لكم خرابا"(مت 23: 28) لذلك فالقول بأن اليهود قد حرفوا الكتاب المقدس هو قول غير مقبول ولا يرتضيه العقل. وكيف يمكن لليهود أن يحرفوا العهد الجديد وهو موجود بأعداد ضخمة بين أيدى المسيحيين الذين يعادونهم .
هل من الممكن أن يحرف المسيحيون الكتاب المقدس؟! .
- من المسلم به أن تحريف العهد القديم بواسطة المسيحيين أمر مستحيل لأن اليهود يحفظونه حفظاً تاماً كما سبق أن أوضحنا .
- كما أن العهد القديم قد ترجم بواسطة سبعين عالماً من علماء اليهود بأمر من (بطليموس فيلاديلفوس) وذلك إلى اللغة اليونانية سنة 285 ق.م، وسميت هذه الترجمة باسم الترجمة السبعينية، وانتشرت قبل مجىء السيد المسيح مما يجعل القول بأن المسيحيين حرفوه أمراً مستحيلاً .

- كذلك لا يقبل العقل أن المسيحيين يحرفون العهد الجديد لعدة أسباب :

1- التوافق التام بين العهد القديم والجديد. فلو كان هناك أدنى تحريف لكشف الواحد منهم الآخر حيث أن العهد الجديد مستتر فى العهد القديم.. والعهد القديم استعلن فى العهد الجديد، ومن أمثلة هذا التوافق العجيب على سبيل المثال، وليس الحصر - النبوات التالية الخاصة بالسيد المسيح والتى تم تحقيقها .

فمن هذا التوافق العجيب بين كل من العهدين يتضح أنه لو حدث تحريف فى أحدهما فلابد أن يكشفه الآخر .

2- لقد لاقى المسيحيون العذاب بسبب إيمانهم بحقائق كتابهم بالمسيح وبفدائه وسلطانه على القلوب والنفوس.. إن العقل يقبل أن يكذب الإنسان من أجل مصلحة خاصة أو للنجاة من مأزق خطير. ولكن الذى لا يقبله العقل هو أن يستمر الإنسان فى كذبه حتى الموت.. ولقد استشهد فى سبيل الإنجيل ملايين المسيحيين.. فهل يعقل أن هؤلاء الذين ضحوا بدمائهم يحرفون الإنجيل؟ .

3- رغم الاختلافات العقائدية بين الكنائس المسيحية. إلا أنها اتفقت واجتمعت على صحة الكتاب المقدس وعلى قانونية أسفاره التى بين أيدينا .

4- كرازة التلاميذ بإله متجسد.. مولود من عذراء - مصلوب بين لصين.. قائم من الأموات صاعد إلى السموات أمر صعب ولكنهم احتملوا المشقات لأنه لم يكن باستطاعتهم أن يبشروا إلا بما شاهـــدوه. ولو كانوا يريدون التحريف لكانوا قد حذفوا الأمور التى تجعل من بشارتهم أمراً صعباً وتؤدى بهم إلى الاستشهاد " ولكننا نكرز بالمسيح مصلوباً، لليهود عثرة ولليونانيين جهالة" (كو1: 13) .

5- رغم أن رسل رب المجد البسطاء (صيادى السمك.. الخ) لم يكن لهم لسان الفلاسفة أو عقول العلماء إلا أن كلماتهم كانت أعظم من فكر المفكرين وأقوى من سيوف الرومان، لأنها كانت من الروح القدس. ورغم أن كلماتهم كانت ضد الميول البشرية حيث حرم الإنجيل تعدد الزوجات وحث على البتولية وحذر من محبة المال والعالم والنظرة الشريرة إلا أن التلاميذ استمروا يكرزون بهذه التعاليم الصعبة لجسدانيين دون أن يحذفوا منها حرفاً واحداً .

6- لم يعتمد الرسل فى دعواهم على أى إغراءات ولا استعملوا القوة ليرغموا أحداً بل إن السيد المسيح قال :  " ها أنا أرسلكم كحملان وسط ذئاب...لا تحملوا كيساً ولا مزوداً ولا أحذية " (لو 10 :3) ورغم هذا فإن الرسل قد بشروا أكبر دولة عسكرية فى العالم حينئذ(الرومان).. وأكبر دولة فلسفية فى العالم (اليونان).. لقد لاقوا العذاب والاضطهاد ولكنهم صمدوا ولم يتنازلوا عن حرف واحد .

وصمد الكتاب المقدس لأنه كتاب الله الذى لايقوى أحد على زعزعته. لقد كان لديوكليتان مضطهد المسيحية تمثالان كتب على أحدهما (أقيم هذا التمثال لديوكليتان لأنه أطفأ اسم الديانة المسيحية ولاشاها) وكتب على الآخر (لأنه ألغى من الأرض الخرافة القائلة بوجود المسيح). وها نحن فى القرن الثامن عشر للشهداء الذين ذبحهم ديوكليتان وظن بذلك أنه لاشى المسيحية من الوجود وها نحن نرى انتشار المسيحية فى كل أقطار العالم. فأيهما لاشى اسم الآخر واحتل مكانه؟!! ألم يسقط ديوكليتان أمام عرش السيد المسيح كما سقط داجون أمام تابوت الرب قديماً؟ ألم يجلس على عرش إمبراطورية ديوكليتان خليفة من خلفاء رسل السيد المسيح؟ لقد هزأ أحد الكفار يوماً بالكتاب المقدس قائلا (لا تمر إلا بضع سنوات حتى يتلاشى الكتاب المقدس) فلم تمر سنوات طويلة حتى بيع منزل هذا الكافر فاشترته جمعية الكتاب المقدس وجعلته مخزناً للكتاب المقدس ولايزال مخزناً حتى هذا اليوم شاهداً بأن المسيح هو المالك لكل شئ وأن كتابه لا يقف أمامه أحد .
7- لقد كتبت الأناجيل فى مناطق متفرقة وكتب منها آلاف الآلاف من النسخ.. فهل يعقل أن يتم جمع هذه النسخ جميعها من أنحاء العالم وتحرق لتنشر بعد ذلك النسخ المحرفة..لو كان الإنجيل فى حيازة دولة واحدة أو كان قد كتب بلغة واحدة لكان القول بالتحريف هيناً ومقبولا نسبياً .
8- كان عصر كتابة الإنجيل عصر علم ومعرفة وليس عصر جهل، وكانت الكتابة منتشرة، لذلك كان من العسير أن يقبل العقل أن بعض أجزاء من الإنجيل تسقط لأن هذا أمر مستحيل، فلو سقط جزء من أحد الأناجيل فكيف يسقط من الأناجيل الثلاثة الأخرى؟. وإن سقط من الأربعة فكيف يسقط من الأربعين الذين كتبوا العهد القديم حيث أن الكتاب المقدس بعهديه وحدة واحدة متناسقة؟ . 
9- كما تعهد الرب كتابه فى العهد القديم بالحماية والصون فإنه أيضاً تعهده فى العهد الجديد بالحفظ والأمان.. لقد قال "السماء والأرض تزولان ولكن كلامى لا يزول" (مت 24: 35).. وكذلك قوله "قدسهم فى حقك. كلامك هو حق"(يو 17: 17) ويكفى أن نعيد ما ذكرناه آنفاً وهو ما جاء فى ختام العهد الجديد "لانى أشهد لكل من يسمع أقوال نبوة هذا الكتاب إن كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة فى هذا الكتاب وإن كان أحد يحذف من أقوال كتاب هذه النبوة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة ومن المكتوب فى هذا الكتاب"(رؤ 22: 18-19) .
مما يؤكد صحة العهدين القديم والجديد معا أن السيد المسيح له المجد ورسله وكتبة العهد الجديد قد استشهدوا فى مواضع عديدة بآيات مما جاء فى العهد القديم .
10- وقعت حادثة دونها الكتاب المقدس تؤكد صحته وسلامته وخلوه من التحريف حتى الغير مقصود نتيجة الترجمة. فعندما عهد بطليموس فلاديلفوس عام 285 ق.م إلى سبعين شيخ بترجمة العهد القديم إلى اللغة اليونانية كان من بين هؤلاء الشيوخ شخص يدعى سمعان الشيخ الذى توقف عند قول إشعياء النبى "ها العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعى اسمه عمانوئيل" فأراد أن يعدل فى الترجمة بحيث تصبح "ها الفتاه تحبل وتلد ابناً.." ولم يطاوعه القلم ثم ظهر له ملاك الرب وقال له: "ها أنت تعيش إلى أن تحبل العذراء وتلد ابناً وتراه بعينى رأسك.." لذلك امتد العمر بسمعان الشيخ وتحققت النبوة وحمل سمعان على ذراعيه الطفل يسوع المسيح فى الهيكل وصلى قائلاً "الآن يا سيدى تطلق عبدك بسلام حسب قولك لأن عينى قد أبصرتا خلاصك.." هذه الحادثة تؤكد مما لا يدع مجالاً للشك أن أحدا لا يقدر أن يحرف أو يزيد أو ينقص أو يبدل فى حرف من حروف كلمات الله القدوس . 
و بأختصار  فلنناقش افتراضات من المسئول عن تحريف الكتاب المقدس :
 الافتراض الاول :اليهود قاموا بتحريف التوراة
وللرد نقول: لو ان اليهود كانوا قد قاموا بتحريف كتابهم لامكن كشف هذا التحريف ببساطة متناهية لان المسيحيين كان ولا يزال لديهم  نسخ من كتاب اليهود نفسه وما كان المسيحين ان يسمحوا لليهود ان يقوموا بتحريف حرف واحد من كلمات الكتاب المقدس الذي يحفظونه ويعرفونه كما يعرفون ابناءهم الافتراض الثاني: المسيحيون هم الذين قاموا بتحريف الكتاب المقدس:
وللرد نقول : وكما قلنا في الرد على الافتراض الاول : فما كان لليهود ان يسمحوا المسيحين ان يقوموا بتحريف حرف واحد من كلمات الكتاب المقدس الذي يحفظونه ويعرفونه كما يعرفون ابناءهم 
الافتراض الثالث: اليهود اتفقوا مع المسيحيين على تحريف الكتابين معا الانجيل والتوراة:
وللرد  نقول : اذا كان حدث اتفاق بين المسيحيين واليهود على التحريف لتحتم عليهم الاتفاق في قضية المسيح التي هي محور الكتابين التوراة والانجيل وحيث انه لا يوجد اتفاق حول قضية المسيح فمعني ذلك انه لم يتم اتفاق على تحريف الكتاب المقدس.
رابعا :بالاضافة الي ذلك نقول : من ياتري في مذاهب المسيحيين قام بالتحريف.
فالمسيحية منذ القرن الرابع الميلادي اي قيل ظهور الاسلام بثلاثة قرون قد انشقت الي مذاهب( تماما مثل مذاهب الاسلام :السنية – الشيعية – المالكية – الشافعية – الحنبلية) فكان هناك شيع مثل الارثوذوكس والكاثوليك  وبدع اخري كالاريوسيين والنسطوريين وغيرهم . فمن ياتري منهم قام بالتحريف؟ وهل سيصمت الباقي امام من قام بالتحريف ام سيقوموا بمهاجمته على الملا؟ . ولان الجميع لديه نسخة واحدة هي التي في ايدي كل المذاهب فهل اتفق الفرقاء على التحريف دون ان يتفقوا على ما بينهم من اختلافات؟ هل من منطق او عاقل يقول بذلك ؟ 
في اي لغة تم التحريف؟
من المعروف ان الكتاب المقدس قد كتب بالعبرية والارامية واليونانية وترجم الي لغات عديدة منذ ظهور المسيحية : الي اللاتينية والسريانية والاشورية والاثيوبية وغيرها . ففي اي لغة من هذه اللغات يوجد تحريف الكتاب المقدس؟
ان الواقع الفعلي الان هو ان الكتاب المقدس في كل هذه اللغات واحد ولا توجد اختلافات فيه بين كل هذه اللغات. اليس ذلك دليلا على ان الكتاب المقدس لم يصبه اي تحريف لا من قريب ولا من بعيد؟
11 - الرد  بأيات من العهد القديم تثبت عدم تحريف الكتاب المقدس  :
تثنية 2:4" لا تزيدوا ..... ولا تنقصوا "
مزمور 89:119 " إلى الأبد يا ربُّ كلمتك مثبتة في السَّماوات "
151:119-152 " ... وكل وصاياك حق ...إنك إلى الدهر أسستها "
160:119" ...وإلى الدهر كل أحكام عدلك "
أمثال 5:30-6 " كل كلمةٍ من الله نقية ، ترسٌ هو للمحتمين به ، لا تزد على كلماته لئلا يوبخك فَتُكَذَّب "
أشعياء 8:40 "... وأما كلمة إلهنا فتثبت إلى الأبد "
إرمياء 12:1 "...لأني أنا ساهرٌ على كلمتي لأجريها .."
ثانياً : الرد  بأيات من  من العهد الجديد تثبت عدم تحريف الكتاب المقدس   :
متى 17:5-18 "... لا يزول حرفٌ واحدٌ أو نقطةٌ واحدةٌ من الناموس "
متى 35:24" السَّماء والأرض تزولان ، ولكن كلامي لا يزول "
مرقس 31:13 " السَّماء والأرض تزولان ، ولكن كلامي لا يزول "
لوقا 17:16 " ولكن زوال السماء والأرض أيسرُ من أن تسقط نقطة واحدة من الناموس "
لوقا 33:21 "السَّماء والأرض تزولان ، ولكن كلامي لا يزول "
يوحنا 35:10 " ولا يمكن أن ينقص المكتوب "
بطرس الأولى 23:1-25 "... بكلمة الله الحيَّة الباقية إلى الأبد ... وأما كلمة الرب فتثبت إلى الأبد "
رؤيا 18:22-19 " إن كان أحدٌ يزيد .. وإن كان أحدٌ يحذف " - تحذير واضح وشديد .
12-  الرد من العلوم والمعارف المختلفة
المخطوطات  والترجمات  تشهد  لصحة  الكتاب  المقدس
يجدر بنا أن نذكر أن متاحف العالم تضم بين جوانبها نسخاً قديمة جداً من الكتاب المقدس ترجع للعصور الأولى  ويستطيع أى إنسان أن يرى هذه النسخ التى تمت دراستها علمياً وأكاديمياً ويقارن بينها وبين النسخ التى بين أيدينا ويرى بنفسه أنها متطابقة تماماً وليس هناك أدنى اختلاف.. إنها لحجة قوية ترد على من يدعى بأن الكتاب المقدس حدث به تحريف 
كيف يُحرف هذا الكتاب وكل مخطوطاته قد تعرضت للفحص الدقيق والبحث العلمى وهو ما يسمى بـ (علم الببليوغرافيا أو ثبوت المراجع أو نقد النص)، وهو علم معترف به فى الجامعات، استُخدم لبحث كتابات الأقدمين، لأننا لا نملك الكتابات الأصلية. لكن كل ما نملكه هو مخطوطات لهؤلاء، وهذا العلم يبحث فى صحة نسب المكتوب إلى الكاتب، فمثلاً كتابات العلماء المشهورين أمثال أفلاطون وأرسطو وهيرودوت نملك من المخطوطات المنسوبة إليهم العدد القليل فأرسطو له 7 وأفلاطون 8 وهيرودوت له 48. هذه المخطوطات يرجع تاريخ نسخها من زمن كتابتها 1200 و1300 و1400 سنة، وهذا العلم يقول إ نه كلما قرب زمن النسخ لزمن الكتابة كلما كانت المخطوطة صحيحة .
يوجد فى مكتبات متاحف العالم الآن كما يقدر جوتشين عشرات الآلاف من المخطوطات والجزيئيات (القصاصات - الجذاذات) لأسفار العهد القديم باللغة العبرية فيوجد 10.000 (عشرة آلاف) فى كمبردج. وتوجد مجموعة فركو فتش فى مكتبة ليننجراد (بطرسبرج حالياً) بروسيا وتشتمل على 1.582 مكتوبة على رقرق و725 مكتوبة على ورق و1.200 قصاصة من مخطوطات غير عبرية، كما يوجد 161 مخطوطة فى المتحف البريطانى و146 مخطوطة فى مكتبة بودلين، ويوجد فى الولايات المتحدة الأمريكية وحدها عشرات الألوف من المخطوطات والجزيئيات السامية والتى تشكل أسفار العهد القديم 5% منها (أكثر من 500 مخطوطة) .
وتم اكتشاف حوالى 200.000 (مائتى ألف) مخطوطة وقصاصة في معبد بن عزرا بالقاهرة سنة 1890 منها حوالي 10.000 (عشرة آلاف) لأجزاء من أسفار العهد القديم كما تم اكتشاف حوالى 600 مخطوطة وقصاصة كما يذكر ميليك فى كهوف البحر الميت ابتداء من سنة 1947م. وقد نشرت جامعة أكسفورد (عام 1776 - 1780م) أول مجموعة من هذه المخطوطات تحتوى على 615 مخطوطة، ونشر جيوفانى دى روسى (عام 1784 - 1788م) 731 مخطوطة وتوالى نشر هذه المخطوطات بعد ذلك .
وهذه المخطوطات التى لا تحصى موجودة فى البلاد والمتاحف المذكورة ومعروفة للجميع وغير مخفى على أحد الاطلاع عليها وقراءة ما يشاء منها وقد نشر العلماء الغالبية العظمى منها وتناولوا محتوياتها بالبحث والدراسة والنقد حتى توصلوا إلى حقيقة مؤكدة وهى عظمة وعصمة كلمة الله .
أما عن مخطوطات العهد الجديد فأعدادها ضخمة ويكفى أن المخطوطات اليونانية فقط والمنتشرة فى متاحف العالم يزيد عدد المعروف عنها حتى عام 1981م عن 5.200 مخطوطة ويرجع أقدمها إلى حوالى عام 125م وأحدثها إلى القرن السادس عشر .
ونحن نعتمد فى جامعاتنا على هذه المخطوطات القليلة البعيدة عن زمن كاتبها ونقر ونعترف أنها أفلاطونيات أو كتابات أرسطو وهيرودوت وتُدرس فى الجامعات ولا يعترينا أى شك أو شبه تحريف فيها .
فإذا ما عرضنا الإنجيل لمثل هذا العلم وبحثنا فى مخطوطاته لوجدنا الآتى : 
مخطوطة مثل جون ريلاند تحتوى على إنجيل يوحنا مكتوبة سنة 130م ونحن نعرف أن إنجيل يوحنا كتب نحو سنة 98 ميلادية وهذا يعنى أن المخطوطة يبعد زمنها عن كاتبها البشير يوحنا ما بين 30-50 سنة فقط .
وقد نشرت جريدة الأهرام سنة 1991 أنه عثر على مخطوطة إنجيل متى فى الأقصر يرجع تاريخ كتابتها إلى سنة 60 ميلادية والمعروف أن إنجيل متى كتب سنة 45م وهذا يعنى أنه خلال 15 سنة فقط وصلت نسخة من إنجيل متى من موطنها الأصلى فى آسيا إلى الأقصر، وهو زمن قياسى، مما يدل على الانتشار السريع والمذهل للإنجيل فى أرجاء العالم المعروف فى ذلك الوقت .
كيف يُحرف كتاب عندنا كم هائل من مخطوطاته القديمة باللغة الأصلية يرجع تاريخها إلى ما قبل الميلاد بـ250 سنة؟ وهى متاحة لأى شخص ليرجع إليها بعد تعلم لغنها ليجد أن ما بين أيدينا هو نفسه الموجود بالمخطوطات .
وكلمة مخطوطة تعنى كل ما خُط باليد، ففى القديم لم تكن الطباعة معروفة وكل ما كان يُكتب كان يُكتب باليد على جلود الحيوانات أو ورق البردى أو الأحجار وعظام كتف الحيوانات، وكلها مواد تفنى وتبلى. لذلك يلزم دائماً إعادة كتابة كل ما يقارب على الفناء منها بجديد يسمى مخطوطة تخضع لشروط واحتياطات ونظم صارمة فى كتابتها حسب أوامر التلمود اليهودى  مثل : 
1- الدرج المستعمل فى القراءة فى المجمع يجب أن يكون مكتوباً على جلد حيوان طاهر .
2- يجب أن يجهزه يهودى لاستعماله فى المجمع .
3- تجمع الرقرق معاً بسيور مأخوذة من حيوان طاهر .
4- يجب أن يحتوى كل رق على عدد ثابت من الأعمدة فى كل المخطوطة .
5- يجب أن يتراوح طول كل عمود ما بين 48-60 سطراً، وعرض العمود يحتوى على ثلاثين حرفاً . 
6- يجب أن تكون الكتابة على السطر، ولو كُتبت ثلاث كلمات على غير السطر تُرفض المخطوطة كلها .
7- يجب ترك مسافة تسعة حروف بين كل فقرتين .
8- يجب ترك مسافة شعرة أو خيط بين كل حرفين .
9- يجب ترك ثلاثة سطور بين كل سفرين .
10- يجب إنهاء سفر موسى الخامس بانتهاء سطر. ولا داعى لمراعاة ذلك مع بقية الأسفار .
11- يجب أن يلبس الناسخ ملابس يهودية كاملة .
12- يجب أن يغسل جسده كله .
13- لا يبدأ كتابة اسم الجلالة بقلم مغموس فى الحبر حديثاً .
14- لو أن ملكاً خاطب الكاتب وهو يكتب اسم الجلالة فلا يجب أن يعيره أى التفات .
ومن هذه النسخ المكتوبة على الرقوق والبردى ما يلى : 
أ- النسخة الفاتيكانية : خطت سنة 823م بأمر الملك قسطنطين وهى محفوظة الآن بمكتبة الفاتيكان بروما. وجدير بالذكر أن هذه النسخة كتبت فى مصر وتتضمن العهدين القديم والجديد باللغة اليونانية .
ب- النسخة الإسكندرية : وقد خطت فى القرن الخامس الميلادى وظلت فى حوزة بطاركة الإسكندرية حتى عام 1828م حيث أهداها البطريرك لوكارس الكريدى إلى ملك بريطانيا شارل الأول وهى الآن محفوظة فى المتحف البريطانى بانجلترا .
جـ- النسخة السينائية : وقد خطت فى أواخر القرن الرابع على رقوق مرهفة من أربعة أعمدة للصفحة الواحدة، وقد عثر عليها العالم تشندروف فى دير سانت كاترين عند سفح جبل سيناء، وهى الآن موجودة بالمتحف البريطانى.. كذلك فقد عثر رجال جامعة الاسكندرية فى عام 1950 على كشف أثرى هام وخطير حيث عثروا أثناء قيامهم بالبحث فى المخطوطات القديمة بدير سانت كاترين هذا على أقدم ترجمة يونانية للإنجيل وهى مكتوبة على ورق من جلد الغزال وهى تسبق القرن الرابع. كما عثروا أيضاً على نسخة أخرى هى أقدم ترجمة للإنجيل باللغة السريانية ونسخة ثالثة ترجع إلى عهد ظهور الإسلام وهى أقدم ترجمة عربية للتوراة عرفت فى التاريخ حتى الآن وقد أشارت اليها جريدة الأهرام الصادرة فى 6/7/1966 فى حديثها عن احتفال جامعة الاسكندرية بمرور 1400 سنة على إنشاء دير سانت كاترين .
د- النسخة الأفرامية : وهى نسخة قديمة جداً ومحفوظة بباريس بالمكتبة السلطانية .
هـ- نسخة بيزى : وترجع للقرن الخامس أو السادس الميلادى وتشمل الأناجيل الأربعة وسفر أعمال الرسل وجزءاً من رسالة يوحنا الأولى، وقد كتبت باللغتين اليونانية واللاتينية وهى محفوظة الآن فى كمبردج بانجلترا .
و- نسخة واشنطن : وترجع إلى القرن الرابع أو الخامس الميلادى وهى تشمل الأناجيل ومحفوظة الآن بواشنطن بالولايات المتحدة .
ز- بردية ناش : وترجع للقرن الثانى الميلادى وتحتوى على نص ليتورجى للوصايا العشر وجانب من الشما (خر20: 2-3 ، تث5: 6-7 ، 6: 4-5) والشما أو التلاوة والتى هى قانون إيمان بنى إسرائيل حصل عليها ناش فى مصر سنة 1902 .
ح- مخطوطات جنيزة القاهرة : التى وجدت بمجمع بن عزرا بمصر القديمة سنة 1890م والمبنى على كنيسة اشتروها من الأقباط سنة 882م وكانت تعرف باسم كنيسة الملاك ميخائيل وكانت تعتبر جزءاً من الكنيسة المعلقة، وتضم حوالى 10.000 مخطوطة وقصاصة لأسفار العهد القديم. وترجع إلى القرنين السادس والتاسع الميلاديين .
ط- مخطوطة جون ريلاندز 52 : وقد اكتشفت فى صحراء الفيوم بمصر سنة 1935م وترجع لما بين سنة 117 و135م ويؤرخها معظم العلماء بسنة 125، وتحتوى على (يوحنا18: 31-33 ، 37-38) ومحفوظة بمكتبة جون ريلاندز بمنشستر بانجلترا وتعتبر أقدم شاهد للعهد الجديد. وهذه المخطوطات أبطلت زعم النقاد الذين زعموا أن إنجيل يوحنا لم يكتب  قبل سنة 160م .
ى- المخطوطة الكلارومونتانية (06 Dpaul) : وتضم رسائل بولس الرسول الأربعة عشر كاملة وترجع لسنة 550م وهى من مخطوطات الفئة الثانية التى تمثل النص الأصلى بدرجة كبيرة ومحفوظة فى المكتبة القومية بباريس .
ك- المخطوطة الأرجوانية (022 N ) : وترجع إلى القرن السادس مكتوبة بحروف فضية على رقوق أرجوانية، ومعها المخطوطات (023 ،Q ، 024 ، 043 ) وترجع هذه المخطوطات الأربع إلى القرن السادس ويوجد معظم المخطوطة فى ليننجراد (بطرسبرج) .
ل- مخطوطة بورجيانوس (029 T ) : وترجع للقرن الخامس وتحتوى على إنجيلى لوقا ويوحنا وتمثل النص المصرى والفئة الثانية التى تمثل النص الأصلى بدرجة كبيرة ومحفوظة بمكتبة بييربونت مورجان بنيويورك .
وهناك الكثير من المخطوطات الهامة التى لا يتسع المجال لذكرها .
مخطوطات القراءات الكتابية : وإلى جانب ما سبق يوجد أكثر من 2.200 مخطوطة للقراءات الكتابية التى كانت مستخدمة فى الخدمات الكنسية أيام السبوت والآحاد والأعياد والأيام العادية وكانت القراءات التى تحتوى على دروس من الأناجيل تسمى "إيفانجليستاريون " والقراءات التى كانت تحتوى على دروس من الرسائل تسمى "إبسطوليكون". ويتكون جزء من هذه القراءات من الرسائل وجزء أكبر من الأناجيل والرسائل والجزء الباقى من الأناجيل. وبرغم أن القراءات الكتابية استخدمت فى الكنيسة منذ أوائل القرن الثانى الميلادى إلاّ أن أقدم مخطوطة وصلتنا ترجع للقرن السادس.
نسخ أخرى عديدة : مثل النسخة الامبروسانية ترجع إلى 450م والنسخة البيزائية 550م والنسخة الشرقية 820م والنسخة البطسية 916م بالاضافة إلى 674 نسخة غير كاملة يرجع تاريخها إلى الفترة الواقعة بين القرنين الخامس والعاشر وهى محفوظة فى المتاحف ودور الكتب الأوربية .
ح- لفائف البحر الميت أو وادى القمران : فى مطلع عام 1947 عثر العلماء فى وادى القمران بشرق الأردن على مخطوطات قديمة تحدثت عنها الصحف اليومية، وهى عبارة عن اثنى عشر درجا من أدراج الكتاب المقدس ترجع إلى القرون الثلاثة  الأولى قبل الميلاد والقرن الأول الميلادى (250ق.م - 100م) ويرى العلماء أن لفة سفر اللاويين والخروج وصموئيل ترجع إلى عام 250ق.م. ويرى البعض الآخر أن لفة سفر صموئيل تعود إلى حوالى 280ق.م ويرى أحد العلماء أن هناك لفة لسفر اللاويين تعود إلى سنة 400ق.م وهى بذلك قريبة جداً من عصر عزرا ونحميا وحجى وزكريا وملاخى. وتضم هذه اللفائف 15 مخطوطة لسفر التكوين و5 للخروج و8 للاويين و6 للعدد و25 للتثنية و2 ليشوع و3 للقضاة و4 لراعوث و4 لصموئيل الأول والثانى و4 للملوك الأول والثانى ولأخبار الأيام الأول والثانى وواحدة لسفر عزرا ونحميا و4 لأيوب و27 للمزامير و2 للأمثال و2 للجامعة و4 لنشيد الأنشاد و18 لإشعياء و4 لإرميا و4 للمراثى و6 لحزقيال و8 لدانيال و8 للأنبياء الصغار .
ومنذ ذلك الحين وما زال العلماء يكتشفون فى هذا المكان آلاف المخطوطات، ومن بين اللفائف المكتشفة أجزاء من كل أسفار العهد القديم ما عدا سفر استير.
وقد وجد سفر إشعياء بأكمله تقريباً. ووجد كتاب يتكلم عن نظام الجماعة التى كانت تسكن هذه البقعة وهى جماعة الأسينين. هذا إلى جانب بعض الأشعار الدينية.. ويعتبر هذا الاكتشاف أقدم ما وصلنا من العهد القديم وهى تطابق تماما (النصوص) الموجودة حالياً بالكتاب المقدس .
- والحديث عن المخطوطات المكتشفة والتى تؤيد صحة الكتاب المقدس لتطابقها تماما رغم قدمها مع النسخ التى بين أيدينا الآن حديث لا ينتهى. لذلك نكتفى بالإشارة إلى بعض أسماء المخطوطات والبرديات المكتشفة دون أن نتوسع فى شرح محتوياتها .
- مخطوطة القاهرة كتبت عام 895م وتحوى أسفار الأنبياء .
- مخطوطة حلب تشمل العهد القديم وهى الآن فى فلسطين المحتلة .
- مخطوطة ليننجراد وتشمل العهد القديم وهى الآن فى ليننجراد .
- مخطوطة المتحف البريطانى المرقومة (مخطوطة شرقية رقم 44445) وتحوى أسفار موسى الخمسة وترجع للقرن التاسع الميلادى
- مخطوطة ايرفورد رقم 3 وتحوى العهد القديم كله وترجع للقرن الحادى عشر الميلادى 
- مخطوطة جزازة مكتبة ريلندس، تشمل إنجيل يوحنا ومحفوظة فى مانشستر بانجلترا وهى منذ عام 120 ميلادية 
- برد بودمر وترجع إلى عام 200 ميلادية، وتشمل بشارتى لوقا ويوحنا مع الرسائل الجامعة ومحفوظة بجنيف بسويسرا .
- بردى تشتربيتى وترجع إلى عام 250 ميلادية وتشمل أجزاء من الأناجيل وأعمال الرسل والرسائل وسفر الرؤيا ومحفوظة الآن فى دبلن بأيرلندا، كما توجد بدير سانت كاترين مخطوطات عربية كثيرة عددها 170 مخطوطة عربية قديمة وهى أساس الترجمة العربية التى بين أيدينا نورد منها على سبيل المثال ما يلى :

1-  مخطوطة أعمال الرسل والرسائل الجامعة التى ترجع للقرن الثامن أو التاسع وهى محفوظة بالدير تحت رقم (مخطوطات عربية قم 154) .

2- مخطوطة المزامير بالخط الكوفى ويقابلها المزامير باليونانية (تحت رقم مخطوطات عربية رقم 36 وترجع إلى حوالى عام 800 الميلادى) .

3- مخطوطات للأناجيل الأربعة، وترجع إلى القرن التاسع الميلادى تحت أرقام (مخطوطات عربية 70، 72، 74 ، 75) .

4- مخطوطات الرسائل وسفر أعمال الرسل وقد ذكر الناسخ تاريخ نسخها فى عام 867 ميلادية وهى أقدم المخطوطات العربية للكتاب المقدس التى ذكر فيها تاريخ معين لنسخها.. إلى آخر باقى المخطوطات .

اقتباسات الآباء فى القرون الأولى تشمل كل الوحى الإلهى تقريباً : 
وقد اقتبس أباء الكنيسة من العهد الجديد بكثرة تمكننا من تجميع العهد الجديد من اقتباسهم حتى لو فقد كل ما عندنا من مخطوطات .

ولقد انشغل السير دافيد دابرمبل بفكرة. لو افترضنا جدلا ضياع العهد الجديد أو إحراقه فى القرن الثالث الميلادى وقت الاضطهاد العنيف، فهل كنا نقدر أن نعيد جمعه من الاقتباسات الموجودة بكتابات الآباء فى القرنين الثانى والثالث؟ قضى سيادته زمناً درس فيه كل ما كتبه آباء الكنيسة فى القرنين الثانى والثالث ووصل إلى هذه النتيجة : لقد وجد كل العهد الجديد ما عدا إحدى عشرة آيه. ولقد أحصيت فى كتابات الآباء السابقين لمجمع نيقية (325م) اقتباسات بلغ عددها 32 ألفاً من العهد الجديد .. 
ويصل عدد الاقتبالسات  بإضافة ما اقتبسه يوسابيوس القيصرى (متوفى سنة 340م) 38.000 اقتباساً فإذا أضفنا إليها اقتباسات الآباء بعد نيقية وحتى سنة 440م أمثال :
+ البابا أثناسيوس الرسولى (373م) والذى اقتبس فى مقالاته ضد أريوس 1662 اقتباساً من العهد الجديد، والبابا كيرلس الإسكندرى (عامود الدين) (444م)، وديديموس الإسكندرى (398م)، وأفرايم السريانى (373م)، وأغسطينوس أسقف هيبو (430م)، ويوحنا ذهبى الفم أسقف القسطنطينية (407م)، وابيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص (403م)، واغريغوريوس النزينزى فى كبادوكيا (389-390م)، واغريغوريوس النص (394م)، وهيلارى أسقف بواتييه (967م)، وجيروم سكرتير البابا داماسوس أسقف روما (420م)، وغيرهم. الذين كتبوا تفاسير وعظات ومقالات عقائدية ولاهوتية، لزاد عدد الاقتباسات عن 200.000 إقتباساً ولأمكن منها استعادة العهد الجديد أكثر من مرة فى أكثر من لغة بدون الحاجة إلى مخطوطات النص ذاته. ولكن نشكر الله لأنه يوجد لدينا آلاف المخطوطات بلغات متعددة وعشرات الآلاف بل ومئات من الاقتباسات أيضاً بلغات متعددة .
ترجع أهمية هذه الاقتباسات وأهمية شهادتها لصحة وسلامة العهد الجديد للأسباب التالية : 
1- لأنها قديمة جداً إذ يرجع بعضها إلى نهاية القرن الأول وبداية الثانى الميلادى، وقد اقتبسها تلاميذ وخلفاء الرسل الذى عاشوا معهم وسمعوا كل كلمة قالوها واقتبسوا من نفس المخطوطات الأصلية التى كتبها كتاب الوحى الأصليون، متى ومرقس ولوقا ويوحنا وبولس وبطرس ويعقوب ويهوذا تلاميذ السيد المسيح ورسله. كما أن الآباء الذين جاءوا بعدهم أمثال إيريناؤس وأكليمندس الإسكندرى والعلامة ترتليان والذين كتبوا فى الفترة من سنة 140 إلى سنة 200م والذين يمثلون الجيل الثالث للمسيحية، كانوا معاصرين لخلفاء الرسل وقد اقتبسوا من مخطوطات أقدم منهم قد تكون هى نفس المخطوطات الأولى، الأصلية، والمنقولة عنها مباشرة. وهكذا بقية الآباء الذى اقتبسوا من سنة 200م وإلى نهاية القرن الرابع وبداية الخامس، اقتبسوا من مخطوطات أقدم من عصر كل منهم لا يفصلها عن المخطوطات الأصلية أكثر من جيل واحد أو جيلين من المخطوطات. وإذا كان قد وصلنا نحن فى القرن العشرين مخطوطات ترجع لسنوات 117 و135 و150 و180 و200م، فلا يستبعد أبداً أن يكون لدى آباء القرون الأربعة الأولى مخطوطات من النصف الثانى للقرن الأول وبداية القرن الثانى، المخطوطات الأصلية أو المنقولة عنها مباشرة، خاصة وأن أسفار العهد الجديد قد دونت بالوحى فى بلاد كثيرة شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً .
2- ولأن هذه الاقتباسات اقتبست باللغات الأربع القديمة: اليونانية واللاتينية والسريانية والقبطية وإن كان أكثرها باليونانية ثم اللاتينية. كما أنها اقتبست فى لبلاد كثيرة سواء فى الشرق أو الغرب أو الشمال أو الجنوب. وهذا يؤكد لنا دقة وسلامة النص الأصلى للعهد الجديد من خلال مقارنة ومقابلة هذه الاقتباسات بعضها مع بعض والتأكد من دقة وسلامة كل كلمة وكل حرف فى العهد الجديد .
3- ولأن هذه الاقتباسات كثيرة جداً لدرجة أن أحد الكتاب نجح فى إعادة العهد الجديد بالكامل، عدا إحدى عشرة آية، من الاقتباسات التى اقتبسها الآباء قبل مجمع نيقية والتى بلغ عددها 32.000 اقتباساً .
شهادة الترجمات القديمة ومخطوطاتها :
يوجد أكثر من عشرة آلاف مخطوطة بكثير للترجمات القديمة منها ما لا يقل عن 8.000 للفولجانا (اللاتينية العامة) وأكثر من 50 مخطوطة للترجمة اللاتينية القديمة وأكثر من 100 مخطوطة للترجمة القبطية وأكثر من 300 مخطوطة للسريانية .
وما يقرب من 2.000 للترجمات الأخرى الأحدث. وترجع أهمية هذه الترجمات ومخطوطاتها اللاتينية القديمة والسريانية القديمة والقبطية الصعيدية إلى أنها مترجمة فى نهاية القرن الثانى الميلادى وبداية الثالث وبالطبع فهى مترجمة عن مخطوطات أقدم منها بكثير قد ترجع لنهاية القرن الأول وبداية القرن الثانى أو على الأقل متعاصرة معها ولا تزيد عن سنة 180م وهى تمثل النص الأصلى فى لغته الأصلية فى مرحلة مبكرة جداً ولا يستبعد أبداً أن تكون إحداها مترجمة عن المخطوطة الأصلية لأحد الأسفار التى دونها أحد كُتَّاب الوحى. ومن ثم فهذه الترجمات ومخطوطاتها تقدم لنا دليلاً من أقوى الأدلة على صحة وسلامة آيات العهد الجديد ونصوصه وإننا نملك بين أيدينا نفس كتاب العهد الجديد بنفس كلماته وحروفه كما كان فى القرن الأول والثانى الميلادى .
الترجمة اللاتينية : 
1- الترجمة اللاتينية (إيطالا) : 
وقد وجدت أقدم نصوص الترجمة اللاتينية فى اقتباسات العلامة ترتليان والتى كتبت حوالى سنة 195م والذى كان يقتبس من اليونانية مباشرة. ويوجد حالياً، من الترجمة اللاتينية إيطالا خمسون مخطوطة تحتوى كل منها على أجزاء كبيرة للعهد الجديد وترجع إلى ما بين القرن الرابع والقرن الثالث عشر .
2- ترجمة جيروم أو الفولجانا : 
التى بدأها القديس جيروم سنة 382م بتكليف من البابا داماسوس أسقف روما وقد وصلنا منها أكثر من 8.000 مخطوطة وهذا يوضح مدى انتشارها إذ صارت الترجمة المعتمدة للكنيسة الكاثوليكية .

الترجمة السريانية : 

1-  الترجمة السريانية القديمة: وقد وصلنا منها مخطوطتان هما : 
(أ) مخطوطة سيناء السريانية (Syr 8) وترجع للقرن الرابع وتحتوى على الأناجيل الأربعة وقد وجدت فى دير سانت كاترين .
(ب) مخطوطة كورتون السريانية (Syr C) وترجع للقرن الخامس وتحتوى على الأناجيل الأربعة ويبدو أنها تنقيح للأولى، قام بنشرها وليم كورتون سنة 1858م .
2- البشيتا : ويوجد منها أكثر من 300 مخطوطة ويرجع بعضها للقرنين الخامس والسادس. وتشمل معظم العهد الجديد .
3- ترجمة فيلوكسينيون (508م) : وقد وصلنا جزء من هذه المخطوطة يحتوى على 2بطرس2و3 ، يوحنا ويهوذا ورؤيا . 
4- الترجمة الهركلية (616م) : والأثر الباقى لها هو نفس ما تبقى من الفيلوكسينية .
5- الترجمة السريانية الفلسطينية : وترجع للقرن الخامس ومدونة فى صورة قراءات كتابية. وصلت إلينا فى ثلاث مخطوطات من القرنين الحادى عشر والثانى عشر ومترجمة أصلاً من كتاب قراءات باليونانية .
الترجمة القبطية :
كانت اليونانية شائعة فى مصر وقد كتب بها كل الكُتاب واللاهوتيين أمثال أكليمندس الإسكندرى وأوريجانوس وأثناسيوس الرسولى، باستثناء القصاصات من رسائله الفصحية، وكيرلس عمود الدين وغيرهم. ثم قام العلامة بنتينوس فى نهاية القرن الثانى وبداية الثالث بترجمة العهد الجديد إلى القبطية، ولقد بقى لنا عدد من مخطوطات هذه الترجمة حتى أن العالم جورج هورنر قام بنشر طبعتين غزيرتين على أساس اللهجتين الصعيدية والبحيرية فى أربعة مجلدات وسبعة مجلدات، وتعتبر الترجمة القبطية ضمن النص الإسكندرى الذى يجمع العلماء على أنه أدق نص يمثل النص الأصلى ويتطابق معه .
(أ) الترجمة القبطية فى اللهجة الصعيدية: وقد وصلنا منها عدد من المخطوطات ترجع إحداها لسنة 300م وتحتفظ لنا بالعهد الجديد كله تقريبا ً .
 (ب) الترجمة القبطية فى اللهجتين الأخميمية والفيومية : (لهجات مصر الوسطى): وقد وصلنا منها مخطوطات لإنجيل يوحنا إلى جانب أجزاء من الأناجيل الثلاثة الأخري والرسائل الجامعة ترجع إلي القرنين الرابع والخامس .
(جـ) الترجمة القبطية باللهجة البحيرية : وقد وصلنا منها أكثر من 100 مخطوطة، ضمنها مخطوطة لإنجيل يوحنا موجودة فى مكتبة بودمير ترجع للقرن الرابع .
وبالإضافة إلى ما سبق فقد وصلنا حوالى 6 مخطوطات للترجمة القوطية. علي هيئة قصاصات ترجع للقرون 4و5و6 وأكثر من 1.500 مخطوطة للترجمة الأرمينية يرجع معظمها للقرن التاسع وما بعده وعدد كبير للترجمة الجورجية منها ثلاث ترجع للقرن التاسع والقرن العاشر تحتفظ بعناصر الترجمة القديمة للقرن الرابع، وهناك حوالى 100 مخطوطة للترجمة الأثيوبية وكثير من المخطوطات للترجمات العربية والسلافية والفرنكية والفارسية والنوبية والأنجلوسكسونية .
والآن.. إذا كان هناك أكثر بكثير من 15.000 (خمسة عشر ألفاً) من مخطوطات العهد الجديد والتى وجدت فى عشرات البلاد ومئات الأماكن فى ثلاث قارات سواء فى المدن والقرى فى أعماق الريف أو فى جوف الصحراء ويتراوح تاريخها فيما بين بداية القرن الثانى والقرن السادس عشر وبلغات عديدة على رأسها اليونانية (الأصل)، فهل يمكن أن نقبل الادعاء القائل إنه قد حدث تحريف أو تعديل أو تغيير فى كل هذه المخطوطات؟ ألا يعنى هذا ضرورة أن نتأكد من سلامة النص بنسبة 100% كما كان فى القرن الأول؟
بأختصار لا يمكن تحريف الكتابالمقدس للأسباب التالية :
أ. تتطابق مخطوطات الكتاب المقدس :
1. مخطوطات العهدين القديم والجديد معاً:- وأهمها النسخة الفاتيكانية والنسخة السينائية والنسخة الإسكندرية والنسخة الإفرايمية .
2. مخطوطات العهد القديم :- وأهمها النسخة القاهرية ونسخة الأنبياء في بطرسبورغ في روسيا والنسخة البابلية أيضاً في بطرسبورغ ونسخة حلب ونسخة المتحف البريطاني ونسخة روخلن للأنبياء ، وأهم مخطوطات العهد القديم هي مخطوطات خربة قمران في فلسطين ، والتي يرجع تاريخها إلى القرن الثاني قبل الميلاد .
3. مخطوطات العهد الجديد : وهي كثيرة جداً ومن أهمها مخطوطات تشستر بيتي وبردية بُدْمِر والديا طسَّرون ( أي مخطوطة اتفاق الأجزاء الأربعة من الإنجيل ) والنسخة البيزية ونسخة واشنطن ونسخة كلارومنت .
ب. الحفريات والآثار والمخطوطات القديمة :
جميع الحفريات الأثرية في فلسطين والأردن والعراق ومصر وسوريا تؤكد صحة رواية الكتاب المقدس . مثل الحفريات في أطلال مدينة أوغاريت القديمة في سوريا وتل العمارنة وآثار بابل وأريحا القديمة والقدس ومجدّو وبيسان ، وأسماء المدن الكثيرة في أعمال الرسل والتي تم اكتشاف آثار معظمها . وآثار الأماكن التي زارها الرب يسوع .
ت. ألتاريخ : مثل تاريخ وادي النهرين وقدوم إبراهيم من العراق والخروج من مصر والضياع في البرية ، وتاريخ إسرائيل القديم والسبي البابلي ، وأيضاً ولاية كيرينيوس على سوريا ، وتاريخ الشعوب القديمة المنقرضة مثل اليبوسيين والحثيين والأموريينالذين يتحدث عنهم الكتاب المقدس .
ث. شهادات واختبارات ملايين المؤمنين :- كيف تغيرت مسيرة هؤلاء الناس بتأثير وعمل كلمة الله في حياتهم من الرسول بولس إلى يومنا هذا .
ج. العلوم الإنسانية المختلفة :- 1. يوجد في الكتاب المقدس حقائق علمية مذهلة ثبت صدقها وتطابقها مع العلم الحديث ، مثل الوراثة والأجنة . وعلم التربية . وعلم الإجتماع . وعلم النفس . كذلك الوصف الرائع والدقيق لحقيقة الطبيعة البشرية .
د - شهادة علم الآثار
منذ القديم كانت الأسفار المقدسة عرضة لتهجُّمات الكفرة والملحدين، لأنها تتعارض مع أفكارهم، وتكشف مساوئهم, ولهذا حاول كثيرون منهم أن يجدوا في الآثار والنقوش القديمة ما يخالف النصوص المقدسة, ولكن الاكتشافات جاءت مخيبة لآمالهم، لأن النقوش التي عثر عليها الباحثون في فلسطين وما بين النهرين كلها تؤيد ما ورد في الكتب المقدسة، حتى أن كثيرين من الملاحدة رجعوا إلى الإيمان، لأن الآثار التي اكتُشفت شهدت بصحة النصوص الكتابية,
كان الاعتقاد السائد لدى الباحثين أن الكتابة لم تكن مستعملة في فلسطين قبل العام 540 قبل الميلاد, أي أن موسى وعدداً آخر من رجال العهد القديم لم يكتبوا أسفارهم بأيديهم, كما أن الملحدين ادَّعوا بأن كَتَبة التوراة قد بالغوا في وصف أحداث وحضارة الشرق إلى حد يفوق التصديق، نظراً لمغايرة هذه الأسفار لأقوال المؤرخين القدماء,

ولكن الاكتشافات الحديثة نقضت نظرياتهم تماماً، لأنها جاءت مؤيدة تماماً لصحة الأسفار الإلهية في كل ما ورد فيها عن حضارة مصر وبابل وأشور, وقد ثبتت كل ما ذكرته عن سنحاريب، وتغلث فلاسر، ونبوخذ نصر، وغيرهم,
وإنه ليبهجنا أن تتيح لنا هذه الاكتشافات أن نرى لوحات نُقشت فيها الحروف التي كان يكتب بها موسى ويشوع وعزرا وصموئيل وغيرهم, وأن نتأكد أن الكتابة كانت معروفة في عهد إبراهيم وموسى وأيوب ونحميا، كما في أيامنا,
ومما يسعدنا أنه تم في زمننا قول المسيح إن الحجارة تتكلم, والواقع أنها تكلمت بما حوته من نقوش سجل فيها معظم الحوادث المهمة التي جاء الكتاب المقدس على ذكرها,
ـ 1 ـ قصة التكوين:
لقد جاء في النقوش البابلية والأشورية كتابات مذهلة عن رواية التكوين، لأنها جاءت متفقة مع ما جاء في الكتاب المقدس ولا تختلف عنها إلا ببعض الألفاظ, فمثلاً، يقول الكتاب المقدس إن الله عمل النورين العظيمين، النور الأكبر لحكم النهار، والنور الأصغر لحكم الليل والنجوم ـ تكوين 1: 16 ـ وتقول النقوش البابلية إن الله صنع السدوم والكواكب,
الكتاب المقدس يقول إن الله خلق البهائم والدبابات كأجناسها ـ تكوين 1: 24 ـ واللوحات البابلية تقول إن مجمع الآلهة خلق هذه الحيوانات,
الكتاب المقدس يقول إن الله خلق الإنسان من تراب الأرض ـ تكوين 2: 7 ـ , وقصة بابل تقول إن الإله مردوخ خلق الإنسان من اللحم والعظام,
ـ 2 ـ تعدد الآلهة: 
يقول الكتاب المقدس إن البشر ارتدوا عن الله الحي وعبدوا آلهة متعددة، مما حدا بالأنبياء إلى بذل المحاولات لإرجاع الناس إلى عبادة الإله الواحد, أما العلماء الملحدون فزعموا أن الإنسان منذ البداية يعتقد بتعدد الآلهة, وبقيت هذه النظرية سائدة لدى الكثيرين إلى أن دحضها الدكتور س, هربرت, وهو أحد أعلام الحفريات وأستاذ الدراسات الأشورية في جامعة أكسفورد فقد قال هذا العلامة إن عقيدة الوحدانية في الديانات السامية والسومرية قد سبقت العقيدة بتعدد الآلهة,
وكذلك الاكتشافات الحديثة دحضت الرأي الذي كان سائداً في بعض الأوساط العلمية، والذي مفاده أن عقيدة التوحيد في الديانة اليهودية لم تكن موجودة قبل أن ينادي بها أنبياء القرن السابع أو الثامن قبل المسيح, فأكدَّ عدد عديد من النقوش أن موسى نادى بعقيدة التوحيد قبل أن يدخل العبرانيون أرض كنعان,
ـ 3 ـ قصة الطوفان:
قدَّم عِلم الآثار من الحفريات البابلية قصة رائعة للطوفان، تتفق مع ما جاء عنها في سفر التكوين، فقد ذكر في كل من النصين، التوراتي والبابلي، أن الطوفان وقع بترتيب إلهي, وفي كل من الروايتين، يحذر بطل القصة من كارثة مزمعة أن تقع على العالم, وبعد التحذير بنى فلكاً له ولعائلته, ثم أخذ معه حيوانات إلى الفلك، اثنين من كل جنس ذكراً وأنثى لاستبقائها, وحين هدأت العاصفة وانسدت ينابيع الغمر استقر الفلك على قمة جبل، فأرسل البطل طيوراً للاستكشاف, وفي نهاية الطوفان قدم قرباناً لله، فاستجاب الله له، وأكّد له الأمان,
ـ 4 ـ أور الكلدانيين:
قبل التنقيب في أراضي العراق، لم يكن علماء الكتاب المقدس يعلمون مدى الحضارة التي وُجدت هناك، والتي دلت على أن تلك الأرض القفراء كانت يوماً جنة تجري من تحتها الأنهار, وقد قامت في وسطها عاصمة لأمة عريقة في الحضارة, ومما أكدته الحفريات هناك، أنه في أحقاب التاريخ البعيدة، وفد السومريون إلى تلك البقعة واستوطنوها، وأنشأوا فيها حضارة عظيمة
أما عن ديانتهم فكانوا يؤمنون بتعدد الآلهة, وكان لكل عائلة صنمها الخاص, وهذا يفسر لنا تصرُّف راحيل حين سرقت آلهة لابان أبيها، قبل هربها مع زوجها يعقوب ـ تكوين 31: 27-32 ـ

وقد أثبتت لنا تلك الحفريات أن إبراهيم لم يكن مجرد شيخ قبيلة بدوية، من سكان الخيام، بل كان ينتسب إلى شعب عريق في مدنيته، كان يسكن في حاران, وهذا يتفق تماماً مع نص الكتاب المقدس ـ تكوين 11: 28-31 ـ ,
وإذا تأملنا في رحلة إبراهيم الطويلة، نرى أن أبا المؤمنين مر بدوثان وبيت إيل وشكيم, وهي مدن ورد ذكرها في الكتاب المقدس,
ودلَّت الآثار المكتشفة في فلسطين على صحة ما جاء في الكتاب المقدس عن المنطقة الواقعة جنوب البحر الميت، التي قضى فيها إبراهيم ردحاً من الزمن، والتي كانت مزدهرة ومزدحمة بالسكان، في عهد إبراهيم,
ـ 5 ـ قصة يوسف:
كان يوسف فريسة لمكيدة قاسية دبرها إخوته، فقد باعوه إلى إحدى قوافل مصر, ولكن إذ كان باراً، جعل الله الأشياء تعمل معاً لخيره, فقد وجد نعمة في عيني فرعون، فرفعه وجعله وزيراً لخزانة مصر, وقد تأكدت هذه القصة، بتأييد لوحة اكتُشفت في مقبرة أحد عظماء مصر، المدعو ألقاب والذي كان معاصراً ليوسف, فقد قرأ العلماء في هذه اللوحة أن مجاعة رهيبة حدثت في أيامه وأن الدولة وزعت على الشعب الغلال التي اختزنها وزير الخزانة في سني الخصب, ومقابل ذلك، استولت الدولة على أملاكه, وهذه الرواية توافق تماماً ما جاء في ـ تكوين 47: 18-22 ـ ,
ـ 6 ـ عبودية العبرانيين في مصر: 
اكتشفت في مصر منحوتة، يعود تاريخها إلى تحتمس الثالث، تمثّل العبرانيين وهم يقومون ببناء هيكل لفرعون, وكذلك اكتُشفت عدة خرائب تبلغ سماكة جدران الأبنية فيها ثمانية أقدام, وهي مبنية باللبن الممزوج بالتبن، والمجفف بحرارة الشمس, وهذا الاكتشاف يؤيد ما جاء في خروج 5: 7,
ـ 7 ـ خروج العبرانيين من مصر: 
عثر في تل العمارنة عام 1888 على لوحة منقوشة بالخط المسماري، كان حكام فلسطين قد أرسلوها إلى فرعون مستنجدين به لمساعدتهم ضد غزوات شعب خطير، دُعي باسم عبيرو، الذي معناه العبرانيون,
ـ 8 ـ موسى والناموس:
كان الاعتقاد السائد لدى بعض العلماء أن الناموس يعود إلى فترة لاحقة لزمن موسى, إلا أن التنقيب عن الآثار، الذي قام به العالم ده مورجان عام 1884 أيد الكتاب المقدس في قوله إن الناموس أُعطي بموسى, فقد اكتشف هذا الباحث كنزاً من المخطوطات في قصر شوشن، المذكور في سفر أستير، أيَّدت ما جاء في الكتاب المقدس عن ناموس موسى,
ـ 9 ـ قصص الكتاب عن بعض الشعوب القديمة: 
اكتُشف في رأس الشمرة، على بعد عشرة أميال شمال اللاذقية بقايا مدينة أوغاريت، التي تأسست عام 2000 قبل الميلاد, وعثر فيها على مئات من الألواح تؤيد قصص الكتاب المقدس عن الفرزيين والحيويين والحثيين,
ـ 10 ـ لوحات مصرية تثبت وجود الحثيين:
إلى عهد قريب كان علماء التاريخ يشكون في وجود الحثيين، الذين اشترى إبراهيم منهم مغارة المكفيلة وجعلها مقبرة لزوجته سارة ـ تكوين 23: 8-9 ـ وبقي هذا الشك إلى أن عثر على أخبارهم في لوحات أثرية مصرية, وتذكر إحدى هذه اللوحات أن معركة دارت بينهم وبين قوات رمسيس الثاني بالقرب من قادش، عام 1287 قبل الميلاد,
-11- خلال الحفريات في أريحا ( 1930 - 1936 م ) :
وجد العالِم ( جارستانج ) شيئاً غريباً جعله يحرر وثيقة يُوقّع عليها هو واثنان من العلماء يقول فيها : ( لاشك أن أسوار أريحا سقطت تماماً إلى الخارج في مكانها ، حتى يتمكن المهاجرون من أن يصعدوا فوقها ويدخلوا أريحا . والغريب في ذلك أن أسوار المدن لا تسقط إلى الخارج بل تسقط عادة إلى الداخل ، ولكن أسوار أريحا سقطت في مكانها إلى الخارج كما جاء في ( يشوع 6 : 20 ) (( فسقط السور في مكانه وصعد الشعب إلى المدينة ..)).
-12- حادثة وقوف الشمس في كبد السماء : ( يشوع 10 : 12 - 14 ) .
أمكن التأكد من حدوثها عن طريق الأجهزة الحديثة جداً والتي تقيس فروق تعاقب الليل والنهار ، وأثر ذلك في الحفريات وطبقات الأرض ، فتأكد العلماء من وقوف الشمس نحو يوم كامل ( مرة واحدة في القرن 13 ق.م ) كما سجل لنا الوحي بالتمام ( بالطبع المقصود وقوف المواجهة ، فالأرض هي التي تدور حول الشمس ).
والشئ الذي تأكد على مر الأزمان أن كل الاكتشافات الأثرية لم تخالف الكتاب المقدس بل على العكس أيدته .
ح. المنطق :-1. استخدام أسئلة منطقية للرد على تهمة التحريف :-
من قام بالتحريف ( أعطي أسمائهم ودليلك)
كيف تم التحريف ( رغم وجود الكتاب في كل بلاد العالم)
متى تم التحريف (في أي عصر من العصور)
لماذا تم التحريف (ولماذا لم تحذف الآيات التي تتكلم بالويل على اليهود والخطاة……..)
أين تم التحريف (أعطي أسماء البلدان)
ماذا أو ما الذي تم تحريفه (ما هي المقاطع التي حرفت وما دليلك ؟)
- مخطوطة القاهرة كتبت عام 895م وتحوى أسفار الأنبياء .
- مخطوطة حلب تشمل العهد القديم وهى الآن فى فلسطين المحتلة .
- مخطوطة ليننجراد وتشمل العهد القديم وهى الآن فى ليننجراد .
- مخطوطة المتحف البريطانى المرقومة (مخطوطة شرقية رقم 44445) وتحوى أسفار موسى الخمسة وترجع للقرن التاسع الميلادى
- مخطوطة ايرفورد رقم 3 وتحوى العهد القديم كله وترجع للقرن الحادى عشر الميلادى 
- مخطوطة جزازة مكتبة ريلندس، تشمل إنجيل يوحنا ومحفوظة فى مانشستر بانجلترا وهى منذ عام 120 ميلادية 
- برد بودمر وترجع إلى عام 200 ميلادية، وتشمل بشارتى لوقا ويوحنا مع الرسائل الجامعة ومحفوظة بجنيف بسويسرا .
- بردى تشتربيتى وترجع إلى عام 250 ميلادية وتشمل أجزاء من الأناجيل وأعمال الرسل والرسائل وسفر الرؤيا ومحفوظة الآن فى دبلن بأيرلندا، كما توجد بدير سانت كاترين مخطوطات عربية كثيرة عددها 170 مخطوطة عربية قديمة وهى أساس الترجمة العربية التى بين أيدينا نورد منها على سبيل المثال ما يلى :

1-  مخطوطة أعمال الرسل والرسائل الجامعة التى ترجع للقرن الثامن أو التاسع وهى محفوظة بالدير تحت رقم (مخطوطات عربية قم 154) .

2- مخطوطة المزامير بالخط الكوفى ويقابلها المزامير باليونانية (تحت رقم مخطوطات عربية رقم 36 وترجع إلى حوالى عام 800 الميلادى) .

3- مخطوطات للأناجيل الأربعة، وترجع إلى القرن التاسع الميلادى تحت أرقام (مخطوطات عربية 70، 72، 74 ، 75) .

4- مخطوطات الرسائل وسفر أعمال الرسل وقد ذكر الناسخ تاريخ نسخها فى عام 867 ميلادية وهى أقدم المخطوطات العربية للكتاب المقدس التى ذكر فيها تاريخ معين لنسخها.. إلى آخر باقى المخطوطات .

اقتباسات الآباء فى القرون الأولى تشمل كل الوحى الإلهى تقريباً : 
وقد اقتبس أباء الكنيسة من العهد الجديد بكثرة تمكننا من تجميع العهد الجديد من اقتباسهم حتى لو فقد كل ما عندنا من مخطوطات .
ولقد انشغل السير دافيد دابرمبل بفكرة. لو افترضنا جدلا ضياع العهد الجديد أو إحراقه فى القرن الثالث الميلادى وقت الاضطهاد العنيف، فهل كنا نقدر أن نعيد جمعه من الاقتباسات الموجودة بكتابات الآباء فى القرنين الثانى والثالث؟ قضى سيادته زمناً درس فيه كل ما كتبه آباء الكنيسة فى القرنين الثانى والثالث ووصل إلى هذه النتيجة : لقد وجد كل العهد الجديد ما عدا إحدى عشرة آيه. ولقد أحصيت فى كتابات الآباء السابقين لمجمع نيقية (325م) اقتباسات بلغ عددها 32 ألفاً من العهد الجديد .. 
15-
الكتاب الفريد
يجب أن يوضع الكتاب المقدس فى أرفع مكان ، لأنه كتاب فريد .
1-  فريد فى ترابطه : كُتب فى فترة بلغت 1600 سنة . كتبه أكثر من أربعين كاتباً ، من كل مسالك الحياة:منهم الملك والفلاح والفيلسوف والصياد والشاعر والحكيم والعالم ... الخ.
كتبوه فى أحوال نفسية مختلفة . وفى أماكن مختلفة . كتُب فى ثلاث قارات ( هى كل العالم القديم ) بثلاث لغات ، وفى ظروف مختلفة من حرب وسلم وغيرها .
أما موضوعاته فقد حوت مئات الموضوعات الجدلية ، التى تثير الخلافات الفكرية ، وتستحق المناقشة ... غير أن كل كُتاب الكتاب المقدس تحدثوا عن كل هذه المسائل باتفاق كامل، وبترابط شديد، من بداية سفر التكوين أول أسفار الكتاب المقدس إلى نهاية سفر الرؤيا آخر أسفار الكتاب المقدس ، اذ شرحوا فداء الله للإنسان . ويتضح تفرد الكتاب المقدس إذا قارنا كتابات عشرة مؤلفين فقط ، من مسلك واحد وجيل واحد ومكان واحد ، فى جريدة واحدة ، مكتوبة بلغة واحدة فى موضوع جدلى واحد فلا يمكن أن يتفقوا . بينما يتناول الكتاب المقدس مئات المواضيع الجدلية فى انسجام كامل .
فريد فى توزيعه : قٌرئ الكتاب المقدس ، وتمت ترجمته إلى لغات أكثر من أى كتاب آخر ، كما أن النسخ التى أنتجت منه كله ، أو من أجزاء منه ، فاقت توزيع أى كتاب آخر فى التاريخ، رغم ما واجهه من حروب واضطهادات . فبلغ إنتاج جمعية الكتاب المتحدة سنة 1984 أكثر من 12 مليون كتاب كامل ، ومثل هذا العدد من العهد الجديد بالإضافة إلى 491 مليون جزء من أجزاء الكتاب كإنجيل يوحنا أو المزامير منفردة ، وهذا إنتاج مجرد هيئة واحدة  كإنجيل أول كتاب كبير يُطبع هو الكتاب المقدس فى ترجمته الفولجاتا اللاتينية ، طبع فى مطبعة جوتنبرج بألمانيا . وبيعت النسخة بمبلغ مائة ألف دولار .

why do boys cheat on their girlfriends site girlfriend cheated on me while drunk
should i cheat on my husband justinbuchanan.com my husband and i both cheated
looking for affair why wife cheat why wifes cheat
why abortion should be legal prostudiousa.com successful abortion stories
synthroid 50mcg open xifaxan 400mg
deltasone pill myhsbook.com sildenafil citrate 25mg
discount coupons for prescriptions site cialis.com coupons
free coupon for cialis prostudiousa.com prescription discounts cards
risperdal forum risperdal effets secondaires risperdaloro
cialis erfahrungen cialis 20mg cialis ohne rezept
xeloda 500 mg blog.plazacutlery.com xeloda kanser
augmentin injectable link augmentin
duloxetine weight duloxetine weight duloxetine
amoxicilline amoxicillin 500 mg amoxicillin
acetazolamide symptoms acetazolamide pka acetazolamide pka
coupons for prescriptions ambito20.it free cialis coupon 2016
printable coupons for cialis coupon prescription cialis sample coupon
manufacturer coupons for prescription drugs prescription discount coupon prescription discount coupons
thyrax euthyrox thyrax dosering thyrax
lilly cialis coupons agrisol.com.ar cialis manufacturer coupon
coupons for prescription medications pristineschool.com coupons for cialis printable
voltaren gel voltaren nedir voltaren ampul
amoxicillin-rnp amoxicillin amoxicilline
feldene flas para que sirve williamgonzalez.me feldene gel
vermox femchoice.org vermox alkohol
cialis kopiprodukter cialis patent cialis tadalafil
viagra kamagra cialis idiotygenii.com viagra kamagra cialis
nootropil review nootropil piracetam nootropil
vermox bez recepta ibrahimbayir.com.tr vermox suspenzija
medical abortion cost free abortion pill late term abortion pill
medical abortion cost abortion pill abortion pill recovery
coupon cialis cialis prescription coupon cialis coupons free
early abortion pill abcomke.sk how much does an abortion pill cost
cialis coupon free prescription coupon coupons for cialis
neurontin alkohol neurontin alkohol neurontin cena
abortion pill procedures average cost of abortion against abortion pill facts
duphaston tablete kako se piju duphaston 10 mg duphaston i ovulacija
pills to terminate pregnancy jlp.letsblog.it places to get an abortion
side effects of abortion sun.dotnetideas.com abortion clinic
free cialis coupon free cialis samples coupon new prescription coupon
low dose naltrexone autism low dose naltrexone and ulcerative colitis ldn and pregnancy
naltrexone is alcohol blocker pill naltrexone pharmacology
naltrexone hydrochloride 50 mg click neltrexone
doctors who prescribe naltrexone vivitrol and drinking vivitrex
الرئيسية | كنيستنا | القديس أثناسيوس الرسولي | مدرسة الشمامسة | الكتاب المقدس | الكتب الكنسية | المكتبات | خدمات متنوعة | اتصل بنا
عدد المتصلين الان : 21 أنت الزائر رقم : 82,317,055
جميع الحقوق محفوظة © لمدرسة القديس أثناسيوس الرسولى للشمامسة 2011