بحث :
خاص بالملتحقين وخدام مدرسة الشمامسة ويتيح لهم خدمات أخرى
الكود:
كلمة السر:
هل نسيت كلمة السر؟
البث المباشر والراديو
بث مباشر بث مباشر
صوت فيديو
مختارات من الموقع
صفحتنا على الفيس بوك
لي سلطان أن أضعها و لي سلطان أن أخذها أيضاً
ها الأيام تقترب منا ليُقدَّم الذبيح العظيم عن خطايا العالم . لذلك تؤكد الكنيسة في قراءات البصخة في هذا المساء على لاهوته ، ليظهر عمل الفداء أنه عمل إلهي ، بذل فيه إبن الله الكلمة ذاته بإرادته و إختياره من أجل السرور الموضوع أمامه . لذلك قال السيد المسيح في إنجيل يوحنا في الساعة الاولى من هذه الليلة " لهذا يحبني الآب ، لأني أضع نفسي لأخذها أيضاً " يو 10 : 17

يُخطئ البعض حين يظنون في الآب العدالة الإلهية و في الإبن الرحمة الإلهية . هؤلاء يتصورون أن الإبن مملوء حباً نحو البشر ، و قد قدم ذاته ذبيحة حب ليرفع غضب الأب . و قد إعتقد بعض الغنوسيين (أصحاب المعرفة العقلانية) في القرن الثاني أن إله العهد الجديد ( الإبن ) جاء يخلص العالم من إله العهد القديم لأنه غضوب ! هنا يؤكد القديس يوحنا أن ذبيحة المسيح هي موضوع حب الأب لنا " هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به" ، وأنها ثمرة الحب المتبادل بين الأب و الإبن . فالحب الإلهي هو سمة الثالوث القدوس و ليس خاصاً بأقنوم دون أخر .

الإبن الوحيد الجنس موضوع حب الأب أزلياً ، أما و قد تجسد و صار بالحقيقة إنساناً ، فإنه يتمتع بحب الآب كإبن البشر حيث يقدم حياته مبذولة عن البشرية . لقد صار بإرادته خادماً باذلاً من أجل العالم ليقتنيه لحساب الله أبيه . و قد جاء في أناشيد العبد الأمين النتألم : " هوذا عبدي الذي أعضده ، مختاري الذي سُرت به نفسي ، وضعت روحي عليه فيُحرج الحق للأمم " ( إش 42 : 1 ) .

بهذا التدبير الإلهي قدم نفسه لنا الطريق ، فإننا إذ ندخل في المسيح يسوع نشاركه سمة الحب الباذل العملي والأمانة ، فنشتهي أن نشاركه صلبه و موته لنصير فيه موضع سرور أبيه . ببذله فدى البشرية و قدمها لأبيه ، و بإتحادنا به ننعم بمجد البذل و الصلب معه .
يتحدث السيد عن موته " أضع نفسي " و عن قيامته " أخذها " . إنه صاحب سلطان وما كان يمكن لكل قوات الظلمة أن تتصرف هكذا بدون إذنه ، في سلطانه أن يضع نفسه و يأخذها . هكذا يقدم للموت و القيامة بأسلوب بسيط ، بلا إنزعاج أمام الموت ، و لا دهشة أمام قيامته .

" لأني أضع نفسي " . ليت اليهود لا يفتخروا بعد ، هم يهيجون و لكن بلا سلطان . ليثوروا كما يشاءوا إن كنت لا أرغب أن أضع نفسي ماذا يفعل هياجهم هذا ؟؟...
لا يفتخر اليهود كمن غلبوا ، فإنه هو الذي و ضع حياته بنفسه...
أنتم تعرفون المزمور : " أنا إضطجعت و نمت ثم إستيقظت لأن الرب عضدني " ( مز 3 : 5 ) .

إنه مسرتي أن أفعل هذا...
لكنه يجب أن يعطي المجد للأب لكي يحثنا على تمجيد خالقنا . فبإضافته : " أنا إستيقظت لأن الرب عضدني " أتظنون أنه قد حمل هنا نوعاً من الحرمان من سلطانه ، حتى أنه في سلطانه أن يموت ، و ليس في سلطانه أن يقوم ؟حقاً تبدو الكلمات هكذا إن لم تُدرك كما ينبغي ... إسمعوا عبارة أخرى في الإنجيل إذ يقول : " إنقضوا هذا الهيكل و في ثلاثة أيام أقيمه " ، و يضيف الإنجيلي : " وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده " ( يو 2 : 19 ، 20 ) .

إذ يضع نفسه يأخذها لأنه قدوس الله الذي لن يرى فساداً ( مز 16 : 10 ) . إذ صار جسداً بإرادته سلم نفسه باذلاً جسده لكي يقبله من يدي الأب جسداً مجيداً ، فاتحاً لنا باب القيامة ، إذ هو نفسه " القيامة " . أعطانا فيه حق التمتع بالجسد الممجد القادر أن يشارك النفس مجدها السماوي . إنه يؤكد أن موته يتحقق بكامل إرادته ، إذ هو صاحب سلطان أن يموت و أن يقوم . هذا البذل هو موضع سروره كما هو موضع سرور الأب ، و في طاعة كاملة سلم الامر بين يدي الأب ، ليحقق إرادته التي هي واحدة مع إرادة الإبن .

إشتهى المسيح أن يأكل الفصح ، وأن يبذل حياته ليضعها بإرادته و يأخذها أيضاً بإرادته و قد تحققت شهوته .
القديس أغسطينوس


وضع حياته لكي يمجدنا ، و لكن كان سلطان لاهوته أن يضعها و أن يأخذها أيضاً... ها أنتم ترون صلاحه ، أن يضعها بإرادته ، ها أنتم ترون سلطانه أيضاً يأخذها .
القديس أمبروسيوس

إذ كانوا كثيراً ما يطلبون قتله أخبرهم : " ما لم أريد أنا ذلك فتعبكم يكون باطلا ً " . و بالأمر الأول برهن على الثاني ، بالموت برهن على القيامة . فإن هذا هو الأمر الغريب و العجيب . كلاهما وضعا في طريق جديد على خلاف العادة .

لنتأمل بدقة لما يقول : " لي سلطان أن أضعها " . من ليس له سلطان أن يضع نفسه ؟ فإنه في مقدرة أي إنسان أن يقتل نفسه . لكنه كلامه هذا ليس هكذا ، و إنما كيف ؟ " لي سلطان أن أضعها بطريق هكذا ، إنه لا يقدر أحد أن يفعل هذا ضدي بغير إرادتي " . هذا السلطان ليس لدى البشر ، فإنه ليس لنا سلطان أن نضعها بأية وسيلة سوى أخرى إلا بقتلنا لنفسنا . و إن سقطنا تحت أيدي أناس ضدنا و لهم سلطان أن يقتلونا ، فإنهم يضعون أنفسنا و لو بغير إرادتنا . لم يكن حال المسيح هكذا ، و إنما حتى عندما تآمر الآخرون ضده كان له سلطان ألا يضعها . إذ هو وحده له سلطان أن يضع حياته أظهر أن له ذات السلطان أن يأخذها ثانية .
ألا ترون أنه بالأولى برهن على الثانية ، و بموته أظهر أن قيامته غير قابلة للنقاش .

في قوله هذه الوصية قبلتها من أبي .. إن سألت السيد المسيح : و ما هي هذه الوصية ؟.. أجابك : هي أن أموت عن العالم .
القديس يوحنا ذهبي الفم

أخبرنا مقدماً أنه وقت ألامه سيحل نفسه من جسمه بإرادته قائلاً : " أضع نفسي لآخذها أيضاً . لا يأخذها أحد مني ، بل أضعها بنفسي . لي سلطان أن أضعها و لي سلطان أيضاً أن أخذها " ( يو 10 : 17 ، 18 ) .

نعم داود النبي أيضاً حسب تفسير العظيم بطرس إذ تطلع إليه قال : " لا تترك نفسي في الهاوية ولا تدع قدوسك يرى فساداً " ( مز 16 : 10 )

فإن لاهوته غير قابل للتغير كما هو ، بكونه في كل الأوقات كما كان بالطبيعة و سيبقى كما هو إلى الابد . لكنه إذ أخذ الطبيعة البشرية كمل اللاهوت التدبير لصالحنا بنزع النفس إلى حين من الجسم ، و لكنه بدون إنفصال اللاهوت عن الناسوت ، و إذ يضم العنصرين مرة اخرى أي النفس والجسد اللذين إنفصلا يعطي لكل الطبيعة البشرية بداية جديدة و مثالاً لما سيحدث في القيامة من الأموات ، بأن يحمل كل الفاسدين عدم الفساد ، و كل المائتين عدم الموت .
القديس إغريغوريوس أسقف نيصص

" فحدث إنشقاق في اليهود لسبب هذا الكلام " )يو 10 : 19( .
هذه هي المرة الثالثة التي حدث فيها إنشقاق بين المستمعين للسيد المسيح ، إذ كان عدو الخير يبذل كل الجهد لإفساد عمل المسيح . إذ تحدث السيد المسيح عن بذله العملي لكل حياته من أجل قطيعه ، و قيامته لكي يقيمهم ، لم يحتمل البعض هذا الحب الإلهي الفائق ، فحسبوه يتكلم هكذا بدافع شيطاني أو بسبب إختلال عقله . بينما يشتهي الرب تمجيدنا أبدياً يقاومه البعض ويسيئون إليه ، مطالبين الآخرين بعدم الإستماع إليه ، فحدث إنشقاق بين الفريقين .

إن الموت لم يستطع أن يمسك المسيح و لا يقدر أن يمسكنا نحن إذا كنا في المسيح . و ماذا بعد الموت و الدفن ؟ القيامة " أنا الحي و كنت ميتاً " ( رؤ 1 : 18 ) . سمتى دفُنا مع المسيح لا تغفر لنا خطايانا فقط بل تحل علينا قوة الله " حسب عمل شدة قوتهالذي عمله في المسيح إذ أقامه من الأموات " ( أف 1 : 19 ، 20 ) . و بهذه القوة نستطيع كل شيء في المسيح الذي يقوينا نستطيع أن نرفض العالم و أن نسلك في جدة الحياة . قال أحدهم " إني أريد ان أموت فأحيا . أموت عن كل حب أرضي زائل فأحيا لحب يسوع المسيح الأبدي " .

الرئيسية | كنيستنا | القديس أثناسيوس الرسولي | مدرسة الشمامسة | الكتاب المقدس | الكتب الكنسية | المكتبات | خدمات متنوعة | اتصل بنا
عدد المتصلين الان : 1288 أنت الزائر رقم : 82,341,444
جميع الحقوق محفوظة © لمدرسة القديس أثناسيوس الرسولى للشمامسة 2011